المقالات

ثلاث تسويات فرضت عليها ولا تزال درعا تعارض الأسد

فرضت روسيا تحت وقع صواريخ طائراتها صيف العام 2018 التسوية الأولى على أهالي محافظة درعا بعد تخلي حلفاء المعارضة عنها وترك المواطنين قرابين لمليشيات إيران وحزب الله الإرهابي وبقايا مليشيات نظام بشار الأسد.

روسيا كانت تريد من فرض التسوية على أهالي محافظة درعا ارغامهم على العودة إلى حضيرة ال الأسد والعيش تحت قبضته الأمنية بعد أن كان أول بنود التسوية هو سحب السلاح من مقاتلي المعارضة.

في مقابلة له مع مجلة 18 مارس / اذار قال الباحث والصحفي حسام البرم أن بشار الأسد غير  موجود في قاموس أهل الجنوب صغيرهم وكبيرهم وتحديداً في  محافظة درعا ، وبالتالي لا يعترفون به كرئيس دولة ودليل ذلك انهم لم يشاركوا في اعادة انتخابه الصيف الماضي ، ولكنه مفروض عليهم بالحديد والنار.

وأضاف أن  هناك رفض واسع لحكم الاسد في كل المحافظة رغم القبضة الأمنية التي تفرضها الأفرع الأمنية وحواجزها المنتشرة في كل قرى وبلدات محافظة درعا.

وأكد البرم أنه في حال التخفيف من هذه القبضة الأمنية سيخرج أبناء المحافظة بمظاهرات كبيرة يعيدون الثورة الى سيرتها الاولى .

وأفاد أن أهم مقومات قوة المعارضة في درعا هي أنها خلال الإحدى عشر سنة الماضية تغير مبدأ معارضتها لنظام الأسد مع الحفاظ على شعلة الثورة التي انطلقت من هذه المحافظة والاستمرار فيها.

وتوقع البرم خروج مظاهرات في مناطق مختلفة في المحافظة في الذكرى الحادي عشر لانطلاق الثورة في 18 من أذار تعيد للثورة بريقها والعمل على إسقاط نظام الأسد.

وأشار الى أن معارضي نظام الأسد يحظون اليوم بدعم أكبر من أصدقاء الشعب السوري في جميع دول العالم أكثر من ذي قبل وذلك بعد التقارير التي تؤكد كل يوم ارتكاب نظام الأسد جرائم ضد الشعب السوري.
وتوقع البرم ان يعود الدعم للمعارضة في ظل العقوبات التي تفرض على روسيا الحليف الاقوى للنظام، بالتزامن مع ضغط سياسي كبير متوقع ايضاً على نظام الاسد.

روسيا فرضت التسوية بدرعا ولم تستطع نزع روح الثورة من مواطنيها

من جهته أكد المواطن جمال الشريف من اهالي ريف درعا الغربي لمجلة 18 آذار ، ان روسيا استطاعت فرض التسوية على أبناء محافظة درعا لكنها لم تسطع بعد 11 عاماً أن تنتزع منهم روح الثورة والأمل في إسقاط النظام .

وأضاف أن أهالي المحافظة (مهد الثورة) تعرضوا خلال السنوات الماضية لأقصى أنواع الانتهاكات مثل الاعتقال والاغتيال وتدمير المدن والقرى فوق رؤوس ساكنيها.

وأكد أنه رغم هذه الانتهاكات لا يزال أهالي المحافظة مستمرون في المطالبة بإسقاط نظام الأسد ، وكان أبرز أشكال مناهضة الأسد في درعا هي رفض غالبية أهالي المحافظة المشاركة في مسرحية الانتخابات التي اقيمت في أيار العام الماضي.

وأشار أنه بعد ثلاث تسويات فرضت على أهالي المحافظة كان آخرها في شهر يناير / كانون الثاني الماضي لا نزال نرى علم الثورة يرفرف في اماكن بارزة في بعض القرى والبلدات وخاصة أثناء تشييع جنازات قادة معارضين للأسد.

ونوه الشريف أن أهالي المحافظة كسروا حاجز الخوف من مليشيات الأسد وفي حال سنحت الفرصة سنرى الساحات مليئة بالأحرار للمطالبة من جديد بإسقاط النظام .

انفلات امني مستمر بالمحافظة

من جهة اخرى تشهد محافظة درعا انفلاتاً أمنياً على الرغم من الانتشار الكبير لقوات النظام والمليشيات الموالية لإيران وحزب الله الإرهابي.

ولا تزال الأفرع الأمنية التابعة للنظام تقوم بقتل أو اعتقال أي معارض للنظام في درعا وسوريا بشكل عام.

وكان مكتب توثيق الشهداء في درعا وثق خلال العام الماضي 508 عملية اغتيال أو محاولة اغتيال، أدت الى مقتل 329 شخصاً وأصابة 135 آخرين، بينما نجى 44 شخصاً من محاولات اغتيالهم.

كما تم توثيق  اعتقال قوات النظام لـ 359 شخصاً خلال العام 2021 على الأقل، تم الإفراج عن 144 معتقلاً منهم في وقت لاحق من نفس العام، بينما توفي 2 منهم تحت التعذيب أو في ظروف الاعتقال غير القانونية في سجون قوات النظام ، علمًا أن هذه الإحصائية لا تتضمن من تم اعتقالهم بهدف سوقهم للخدمتين الإلزامية والاحتياطية في قوات النظام، حيث يقدر المكتب عددهم بعدة آلاف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى