يا صاحبي
يا صاحبي كلُّ إسعادٍ إلى أجلٍ وكل متّخذٍ خِلاًّ مودِّعُهُ
لم أنسَ ذاك الهوى يوماً ولا وطناً فيه نبوغُ تصابينا ومربَعُهُ
وددتُ فيما يود الصبُّ من مرحٍ لو يرجعُ الزمنُ الماضي ويُرجعُهُ
يا صاحبي كف عن لومي فلست بمن يرده اللوم عن غيٍّ ويردعُه
ألم تر الشامَ كيف اقتصَّ شانئها وأهلكَ اليمنَ الميمونَ تُبَّعُهُ
قل للطغاةِ ومن والاهُمُ كَذِباً إنّ الذي وهب السلطانَ ينزِعهُ
كيف استحالوا ضباعاً تتَّقى، ولقد يعلو على طبع من يطغى تطبُّعُهُ
أكلّما قام محتجٌّ تقومُ له عصا التسلُّطِ تنهاهُ وتقمعُهُ
وكلما ثار شعبٌ قيل شرذمةٌ عصتْ، وبعضُ طموحِ المرء يصرعُهُ
هم يعلمونَ بأن الشعبَ تردفُه إرادةٌ لم تزل بالحقّ تدفعهُ
وأنّ عرشهمُ الواهي يقوِّضُه دمٌ يسيل وآهاتُ تزعزعه
ويدركونَ بأن الليل يعقُبُهُ فجْرٌ تبارك مسراه ومطلعُه