أوضاع السوريين

شباب السويداء ..بين مطرقة النظام وسندان الفقر

مهند مسالمة_ مجلة 18 آذار 12/9/2022

منذ بداية الثورة السورية عام 2011 عمدت قوات النظام السوري إلى الدفع بأبناء المحافظة نحو واجهة الأحداث، فكان يزج بهم في كل بقعة ساخنة، وذلك ليعزز فكرة الطائفية والمذهبية، و ليفرغ المحافظة من فئة الشباب الفاعلة، إلى أن جاء الشيخ وحيد البلعوس مؤسس” حركة رجال الكرامة” ورفض سوق أبناء السويداء الى أعتاب الموت، ورفض مشاركتهم في قتل إخوانهم من أبناء المحافظات السورية.

بعد ذلك عمل النظام على الالتفاف على هذا الموقف بفتح أبواب الانضمام إلى ما يسمى “القوات الرديفة” مستغلاً حالات الفقر والحاجة الذي فرضها على أبناء المحافظة، واغرى الشباب برواتب لم يستطيعوا رفضها.

يقول باسل ٢٨ عاماً: بعد انهيار العملة وعدم توفر العمل وعدم قدرتي على السفر وبسبب الفقر حيث كنا أغلب الأيام لا نجد ثمن ربطة الخبز ،
عرض علي الانضمام لقوات الحزب القومي السوري براتب شهري يتجاوز الخمسين ألفاً في تلك الأيام.
إضافة لاحتساب خدمتنا مع هذه الميليشيا من الخدمة الإلزامية العسكرية، فوافقت مجبراً مع عدد كبير من أبناء المحافظة، شرط أن تكون خدمتنا داخل حدود السويداء .

بعد مرور أسابيع قليلة على الانتساب فوجئنا بنقلنا إلى جبهات عتمان وطفس وعدد من الجبهات الساخنة في محافظة درعا، ولم نتسلم أي بطاقات تثبت انتسابنا لهذه الميليشيا ولم تحتسب من الخدمة الإلزامية.

وبعد وقت طويل ومطالبات حثيثة أدركنا أنه قد خدعنا من قبل هذا الحزب بعد أن رفض النظام تصنيف القتلى كشهداء وقررنا الانسحاب من هذا التشكيل.

ثم عمل النظام جاهداً على تبييت الخديعة والمكر بتسهيله دخول الدواعش والغرض منها التخلص قدر الامكان من فئة الشباب، لأنهم زوادة المعارك ليس فقط عن طريق الدواعش انما عن طريق مرتزقة أيضاً من أبناء السويداء ، حيث تم القبض على عدد من المرتزقة وبحوزتهم قوائم اغتيالات كبيرة تستهدف أبناء المحافظة.
ثم عمل النظام على تأجيج الفتن بين الجارتين درعا والسويداء، عن طريق بعض عملائه من الطرفين، وذلك عبر عمليات الخطف والخطف المضاد والقتل والسلب.

ولم ينجح النظام بإحداث فتنة بعد تدخل الحكماء والعقلاء من أبناء محافظتي درعا والسويداء.

فعمل النظام على خنق المحافظة بالماء والكهرباء والمحروقات والغلاء الفاحش وعمل النظام أثنائها على فتح أبواب السفر بالتواطئ مع حلفائه الإيرانيين، وبدأ أبناء السويداء ببيع الغالي والنفيس للسفر والخروج من هذه البقعة السوداء .

يقول ماهر أحد أبناء السويداء بعد أن توجه الناس لبيع ممتلكاتهم بقصد السفر قد تبين وجود سماسرة من أبناء المحافظة يتبعون للميليشيات الإيرانية يقومون بشراء العقارات والأراضي في المحافظة لصالح هذه الميليشيات بأسعار بخسة، مستغلين حاجة الناس للمال ،ليتمكنوا من السفر.

استغل النظام صحوة أبناء المحافظة وتوحدهم للقضاء على العصابات، فبدأ بحربه الإعلامية عن طريق مجموعة من الصفحات الأمنية،

بمؤازرة كل هذا كان فريقه المختص بترويج المخدرات وبيعها يعمل على قدم وساق للنيل مما تبقا جامداً من فئة الشباب، بالإضافة إلى الاعتقال والاغتيال والملاحقة والفصل الوضيفي، حيث عمل النظام على خلق حالة من الفوضى داخل المحافظة الذي رفض غالبيتها أن يدخل في دماء السوريين

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى