سياسي

مصور جثث منشق عن نظام الأسد ، سيعرض حزمة جديدة من صور معتقلين، قضوا في أقبية النظام

الكاتب: أَحمد النابلسي

لايختلف إثنان على أن النظام الأمني في سوريا كان له دوراً رئيسياً في تغييب الكثير من السوريين بين جدرانه ، وكما أن ماقام به النظام من عمليات الإعتقال والإخفاء القسري بحق ناشطين مدنيين معارضين لحكمه , يندرج ضمن إطار العمل الممنهج، الذي يعد سلوكاً متاصلاً لدى النظام ويسعى من خلاله للضغط على المجتمع الدولي، والمساومة للإعتراف بشرعيته لقاء بقاء ممن غُيبوا قسراً على قيد الحياة .

العالم والسوريين على وجه الخصوص على موعد جديد ل كشف المزيد من آله القتل التابعة للنظام الحاكم في سوريا ,حيث تتوارد الأخبار عبر معرفات رسمية بتمكن أحد موثقي جرائم النظام بحق المعتقلين من أرشفة بعض هذه الجرائم ،وتوثيق الضحايا ،وتهريبها إلى خارج الحدود السورية , مما يدع مجالاً للشك أو الّتفلت من الجريمة ، إضافة لعرضها على منظمات حقوقية وإنسانية , ليتسنى لها ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم، وما ستؤول إليه الأمور من إتخاذها مرجعاً لفرض عقوبات جديدة على النظام الحاكم في سوريا على غرار تلك العقوبات، التي كانت بفضل قانون قيصر .

قيصر الإسم الذي لمع في سماء البشرية , وهو شخصية غامضة لا يعرفها إلا قِلّة ، وهو إسم مستعار لمصوّر سابق في الشرطة العسكرية التابعة للنظام في سوريا، كان قد انشقّ عن النظام عام 2013 حاملاً معه 55 ألف صورة تُظهِر التعذيب والإنتهاكات في السجون السورية.

منذ اللحظات الأولى , التي صدحَتْ فيها حناجر السوريين مطالبين بالحرية والعدالة والديمقراطية , فقد عمِدَ النظام بالرد على مطالبيها بعمليات الإعتقال ، والتي جرت بغالبيتها على خلفية سياسية جراء المطالبة بتغيير النظام، وفشلت الإدارة الدولية في إنشاء آليه أُممية للبحث عن مصير المفقودين، والكشف عن مصير المختفين قسراً في سوريا، لكن ما عجزت الأمم المتحدة عن تنفيذهُ استطاع قيصر تنفيذ جزء منه ، و عمل قيصر على الكشف عن مصير آلاف المعتقلين وهم جزء صغير من عموم القابعين في معتقلات النظام، ومراكز االاحتجاز االتي تفتقد إلى أدنى معايير الإنسانية.

على الرغم من المأساة الكبيرة التي أصابت قلوب المتعرفين على ذويهم القتلى ،من خلال تسريبات صور المعتقلين الذي قضوا تحت التعذيب في أقبية النظام و التي كشف قيصر جزء منها ،

إلا أن هذه المأساة كانت هي نافذة النور، وتتمتْ الأمل الذي أدان النظام، وكشف جرائمه على مَرْأى أعيُنِ العالمِ أجمع , فضلاً على أن ذوي المعتقلين استطاعوا معرفة مصير أبنائهم كي لا يبقوا ضمن لهيب التفكير في مصير ذويهم ممن غُيبوا قسراً في معتقلات النظام، والذي يُنكر وجودهم لديه أصلًا .

ذوي المعتقلين ممن تعرفوا على ذويهم اعتبروا بأن الحظ كان حليفاً لهم في معرفتهم لمصير أبنائهم. فمعرفة المصير أفضل من المجهول ، لتنتهي معها تعرضهم

”أيّ ذوي المعتقلين ” للاحتيال والنصب، والتي كان عرّابوها عاملون في الأجهزة الأمنية، والقضائية التابعة للنظام نفسه ، في سبيل استعادة الأبناء من المعتقلات .

أخيراً فإن منظمات التوثيق السورية . والمجموعات الأهلية المعنية بالمعتقلين ،مستمرة بتوجيه نداءات، تطالب فيها المجتمع الدولي ومنظمات الحقوق الدولية بتولي مسؤولياتها بإنصاف المعتقلين وتخليصهم من ما يتعرضون لهُ من فنون القتلِ والتعذيب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى