ارهاصات لبنانية لإعادة اللاجئين السوريين بالاتفاق مع حكومة دمشق

- الكاتب: عبد الرحمن الأحمد -مجلة 18 آذار /13\9\2022
يزداد ملف اللاجئين السوريين في لبنان تصعيداً غير مسبوق، حيث تتوالى التصريحات من الحكومة اللبنانية والأحزاب حتى وصلت على لسان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “إن حكومته مستعدة لطرد اللاجئين السوريين الذين يعيشون في بلاده مالم يساعدة المجتمع الدولي في إعادتهم الى بلادهم .
وجاءت تصريحات ميقاتي هذه خلال مراسم إطلاق خطة لدعم لبنان من قبل الأمم المتحدة .
ويتابع وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين ملف اللاجئين السوريين ، والذي سيزور دمشق في الأيام القليلة القادمة لمتابعة خطة الحكومة لبنانية التي تقر بإعادة مايقارب 15 الف لاجئ شهرياً، وذلك على الرغم من تحذيرات منظمات حقوقية وإنسانية من إعادة اللاجئين قسراً الى سوريا.
بعد متابعة ورصد الانتهاكات التي تعرض لها عدد كبير من السورين الذين عادو الى سوريا و يبلغ عدد الاجئين السوريين في لبنان مايقارب المليون ونصف المليون كما صرح شرف الدين لمؤسسات إعلامية محلية إن مايقارب 850 ألف منهم مسجلون في مفوضية الأمم المتحدة .
وبسبب التصريحات من قبل الحكومة اللبنانية بدأ الكثير من السوريين بالفرار نحو بلاد أكثر أمانا ً خوفاً من ترحيلهم الى سوريا، ويتعرض عدد كبير من السوريين للخطر أثناء خروجهم من لبنان الى دول أوروبا عبر طريق البحر.
أبو محمد لاجئ سوري في لبنان خرج مع عائلته من لبنان الى ليبيا عن طريق البحر، في رحلة بحرية خطرة دامت قرابة العشر أيام تحدث لمجلة 18 اذار عن صعوبة الرحلة التي كانت أشبه بالموت حيث غرق قاربهم قرابة شواطئ بنغازي الليبية، ما أدى إلى وفاة 4 اشخاص.
ابو محمد وغيره الكثيرون فروا من لبنان بسبب مخاوفهم من إعادتهم الى سوريا، وتسليمهم للمخابرات السورية
وقد طالبت الحكومة لبنانية بمبلغ يقدر ب 3،2 مليار دولار لمعالجة التأثير المستمر ،وبحسب تصريح لمفوضية الأمم المتحدة أنها قدمت مايقارب 9 مليار دولار، كمساعدات من خلال خطة الحكومة اللبنانية للإستجابة لأزمة الاجئين السوريين منذ عام 2015.
ولاتزال الحكومة اللبنانية تستعمل اللاجئين السوريين كورقة ضغط على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، من أجل الحصول على مبالغ مالية كبيرة للتغطية الفشل الاقتصادي الذريع الذي يقع به لبنان حالياً، حيث تجاوز الدولار الواحد مايقارب 36 ألف ليرة لبنانية .
وقد حذرت منظمات حقوقية بينها (هيومن رايتس وتش) و(منظمة العفو الدولية )من الإعادة القسرية للاجئين السوريين ، حيث وثقت حالات اعتقال وتعذيب واختفاء قسري ارتكبتها قوات النظام بحق من تم ترحيلهم قسرا إلى سوريا.
و قالت منظمة (هيومن رايتس وتش) إن أي اعادة قسرية للاجئين السوريين تعتبر انتهاكا لالتزامات وقوانين لبنان الخاصة بعدم إعادة اللاجئين قسراً الى بلدان يعيشون بها في خطر واضح قد يعرضهم للاعتقال أو التعذيب ، وقالت ان الأمر المثير للقلق والذي سيكون انتهاكاً واضحاً ولن يتم دون تدخل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وكانت مفوضية اللاجئين قد عارضت الحكومة اللبنانية لإعادة السوريين قسراً، وقالت إن عودتهم قد تعرضهم للخطر وقد نفت المفوضية بتصريح لها بمشاركتها بمفاوضات بين بيروت ودمشق حول إعادة اللاجئين .
وجاء رفض مفوضية شؤون اللاجئين بالدرجة الأولى على غياب الضمانات لعدم تعرض اللاجئين الى انتهاكات من قتل وتعذيب.
و دعا ناشطون للخروج بمظاهرات ووقفات تضامنية للسورين في سوريا ودول اللجوء للتضامن مع السوريين في لبنان.
وقد استنكر القرار مجالس وأحزاب سورية معارضة ، فيما صرح الائتلاف السوري المعارض في بيان له ، إن عودة اللاجئين السورين تعني أن مجزرة حي التضامن قد تتكرر، لأن أجهزة النظام القمعية لاتزال مستمرة بالاعتقالات التعسفية والقتل الممنهج.
و دعا البيان الحكومة اللبنانية إلى إيقاف أي خطة للترحيل وإلى احترام المواثيق والقوانين الدولية لحماية اللاجئين ومنحهم حقوقهم، محملاً الحكومة لبنانية مسؤولية أي ضرر يلحق باللاجئين السوريين، حسب البيان الذي حصلت مجلة 18آذار على نسخة منه.