أوضاع السوريين

طبقية التعليم الأخطر من وضع مجانيته

 

الكاتبة: همس درعا

 

لم يكتف النظام السوري برفع أسعار مايحتاجه المواطنين ليصبح غالبية متطلباتهم أشبه بالحلم، بل وصلت يده للتعليم ليصبح أيضامن ضمن أحلامهم .

حيث أصدرت حكومة النظام السوري تسعيرة غير مسبوقة للكتب المدرسية في العام الدراسي الحالي العام 2022-2023

فكتب المرحلة الثانوية تصل ل ( 56 ألف ليرة سوري )،أما المرحلتين الإبتدائية والإعدادية والتي يتغنى بتوزيع كتبهم مجانا في مدارسه، لم تصل ليد الكثيرين من الطلبة لعدم توفرها ليرد مدير التربية ( منهل العمارين ) أنه لا تتوفر لدى تربية درعا الكمية المطلوبة من الكتاب المدرسي. وإن وجدت للبعض فهي إما ممزقة أو محلولة من أعوام سابقة.

و احتياجات الطالب التعليمية لا تقف عند كتبه فقط ،فعلى الأهلي تجهيزهم باللباس المدرسي و القرطاسيه والمواصلات

( ف-ر) أب لولدين في المدرسة يقول لموقع 18 أذار: إن تجهيز كل منهم لا يقل عن 200 ألف ليرة سوري

فالقميص المدرسي ب35 الف والحقيبة من النوع المتوسط ب40 ألف وثلاث دفاتر بسعر الجملة وصل الى 25 ألف ليرة سورية والقلم بنحو ألف ليرة ، ولم تكن هذه الأسعار الحاجز الوحيد أمامه ، فارتفاع أجور المواصلات حاجز آخر أمام الطلاب والمعلمين.

فتسعيرة أجور السرفيس داخل أحياء مدينة درعا 300 ليرة ، أما الأجور الى مناطق خارج المدينة فتصل لأكثر من ذلك ،فعلى سبيل المثال تبلغ أجور المواصلات ذهابا وإيابا من مدينة درعا الى قرية عتمان (1000 ليرة سورية يوميا )

وكذلك الأمر في قرية النعيمة أما المناطق الأبعد عن مدينة درعا فتصل ذهابا وإيابا الى 3000 ليرة سوري يوميا.

وذكر الصحفي عبد الرحمن الأحمد لموقع 18 آذار وهو من أبناء قرية الجيزة أن هناك إضرابا لمدارس قريته من قبل المعلمين بسبب غلاء أجور المواصلات وتدني رواتبهم .

وقالت المعلمة ( ن-ك) لموقع18 آذار: إن راتبها من الدولة لا يكفي أجور مواصلات لمدرستها خارج مدينة درعا، ما اضطرها لفك عقدها مع التربية، حيث يصل راتب المعلم الى ( 90 ألف ليرة سورية ).

بينما الوكلاء من الجامعيين يصل الى (70 ألف ليرة شهريا ) ويتم استلامه كل ثلاثة أو أربعه أشهر.

مادفع هذا العام عشرات المعلمين لأخذ أجازة سنوية بلغ عددهم نحو ( 190 )معلم ومعلمة، من بينهم المعلم  (ر-م) الذي لم يستطع الاستمرار بالتعليم في مدرسته الحكومية في مدينة درعا لضعف الرواتب، و لجأ للتعليم في مدرسة خاصة والتي تقدر ساعة الإعطاء فيها نحو  (12 ألف ليرة سورية)

وتقدم قرابة الخمسين معلما ومعلمة لفك عقودهم ، بالإضافة للاستقالات المبكرة لقدماء المدرسين.

ورفض العديد من الجامعين الوكلاء الالتحاق بتعيينهم من التربية حيث لا تتعدى أجور” الساعة التدريسية”في مدارس النظام 400 ليرة. الأمر الذي جعل غالبية المدارس بحاجة ماسة للمعلمين .

والحديث عن التجهيزات اللازمة للمدارس في مدن وقرى حوران فحدث ولا حرج فغالبية مدارس الدولة بحاجة ماسة للمقاعد وشبابيك حتى أن تأمين الطباشير وأقلام البوستر غير متوفرة.

ونظم ناشطون مظاهرة في مدينة طفس الخميس 15أيلولتحت شعار “تربية درعا خيار وفقوس” تندد فيها بوزير التربية “دارم الطباع”وبمدير تربية درعا “منهل العمارين” بسبب تهميش مدارس الريف الغربي عامة ومدارس طفس بشكل خاص وعد وضعها في خطة الترميم المقدمة من برنامج الأمم المتحدة “اليونسيف”.

كما نشرت صفحة محلية في مدينة داعل صورا لأحد صفوف المرحلة الإبتدائية يفترشون الأرض بسبب عدم وجود مقاعد.

تبعيات هذه المصاعب أدى لجوء الأهالي للدروس الخصوصية لكن لمن يستطيع الى ذلك سيبلا لأنها مكلفة تختلف حسب المادة والمدرس.

الطبقة الغنية في درعا لجأوا الى التعليم الخاص على الرغمةمن الرسوم المرتفعة للمدارس الخاصة حيث وصل رسوم التسجيل لتلميذ المرحلة الابتدائية نحو مليون وثلاثمئة ألف ليرة سورية والمرحلة الإعدادية والثانوية “مليون وستمئة ألف ليرة سورية”، بالإضافة إلى “مليون ليرةسورية” رسوم المواصلات.

اما في دمشق فوصلت رسوم التسجيل في بعض المدارس الخاصة الى (اربعين مليون ليرة )

“رشا شعبان” ناشطة في قضايا المجتمع والمدرسة في جامعة دمشق ..قسم الفلسفة قالت:” إنّ المشكلة في طبقية التعليم وليست في مجانيته وأشارت إلى أن التعليم يخضع اليوم لعمليات مقايضة وآتجار.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى