حق التعليم بات حلما للعديد من أطفال درعا ..وتربية النظام عاجزة

براء العودات
تّعاني محافظة درعا إبان سيطرة نظام الأسد عليها عام ٢٠١٨ من أزمات عديدة، لعل أبرزها ضعف المؤسسة التعليمية وقلة المعلمين بسبب تدني الأجور الوظيفية، ما اضطر المعلمين إلى اللجوء للتعليم الخاص، الذي يدر عليهم ربحاً أوفر من مؤسسات النظام، الأمر الذي اضطر العديد من الأطفال إلى ترك مدارسهم، والتوجه للعمل لمساعدة عائلاتهم، في ظل ارتفاع الأسعار الناتج عن ضعف الليرة السورية مقابل العملات العالمية.
عمالة الأطفال هي واحدة من الظواهر الاجتماعية التي انتشرت مؤخراً في محافظة درعا على وجه الخصوص وهي تشكل خطراً على حياة الأطفال.
كما يُعد الفقر أحد أبرز الأسباب التي تدفع الطفل للانخراط في سوق العمل، حيث يُضطر الطفل في بعض الأحيان لإعالة أُسرة كاملة بعد فقد معيلها بسبب الحرب الدائرة في سوريا ،ولكن المشكلة الأكبر تكمنُ في استغلال الأطفال وحرمانهم من ممارسة طفولتهم، ومنعهم من التمتع بحقوقهم الأساسية كالتعليم والصحة والتغذية والحماية،
ولعل ذلك سيترك آثاراً تلازم الطفل بقية حياته على المستويين النفسي والجسدي.
قال الطفل عبد الله لموقع 18آذار “وهو من بلدة تسيل “بمحافظة درعا من مواليد عام ٢٠١٠: عمري إثنا عشر سنة وأنا الٱن أجيد العمل بإصلاح الدراجات النارية، منذ أن بلغت السابعه، حيث توفي أبي إثر الحرب بين فصائل المعارضة وتنظيم داعش وكنت أكبر إخوتي ، وبعد سيطرة نظام الأسد على محافظة درعا توقفت الهيئات الأممية عن مساعدة المتضررين في البلدة ووجدت نفسي مجبراً على العمل لمساعدة أسرتي المكونه من أربعة أفراد.
وتابع، أتمنى العودة الى مدرستي قريباً بسبب حاجتي للتعليم، لم أشعر بطفولتي التي سلبتها الحرب.
وختم حديثه:أعلم أن التعليم أفضل من العمل لكنني اضطررت أن أعمل لكي أعيل أسرتي.
لقد اختلطت كلمات الطفل بدموع القهر الذي وجد نفسه رب أسرة في حين كان يجب أن يكون مدللاً بين ذراعي والديه.
أما حسان وهو ايضاً من مواليد عام ٢٠٠٨ فقد أشار الى أن المشكلة في تركه للمدرسة ليس كرهاً بالتعليم، إنما بسبب ارتفاع أسعار المستلزمات كالدفاتر والأقلام والزي المدرسي، وأن عائلته استنزفت كل طاقتها المادية لمعرفة مصير والده المعتقل منذ عام ٢٠١٢ أثناء ذهابه للعاصمة للعمل، دون معرفة سبب اعتقاله أو مكان تواجده الى الٱن، والعائلة الٱن لا تستطيع أن تتحمل مصاريفها، ما اضطره الأمر للعمل كعامل في صالون حلاقة لمساعدة أخيه الأصغر في لمتابعة دراسته في مدارس النظام العاجزة عن تأمين مستلزمات الطلبة.
يعيش أطفال درعا وخاصة أبناء الشهداء والمعتقلين ذات الظروف بسبب غياب الدور الأممي عن مساعدتهم، ويبقى السؤال لكثير من الأطفال متى سأعود لمدرستي؟