سياسي

سيرة شهيد الوطن العقيد قحطان طباشة

موقع 18 اذار- أحمد النابلسي

عندما نكتب عن شهيد نذر حياته فداءً لتحيا أرواح الأبرياء فنحن أمام موقف مهيب، ترتعش له الأيدي خوفاً من ألا تفيه حروف اللغة مجتمعةً حقة ،ألا نستطيع أن نعكس عنه أجمل صورة تجلى بها بأعيننا حيّاً لتبقى خالدة بقلوب الباحثين عمن صنعوا وخطوا بدمائهم المجد والتاريخ والثورة.

العقيد الركن قحطان ابراهيم طباشة،أبو إبراهيم، قائد كتيبة 412صاعقة لواء القادسية ،جيش التحرير الفلسطيني في محافظة السويداء،الأسم الذي يخفي خلفه معانٍ للايثار والتضحية لا يمكن عدها, وهو من أبٍ فلسطيني وأمٍّ سورية ،فعرف مبكراً معنى ،وقيمة الانتماء للوطن ،نشأ وتربى في مخيمات اللاجئين الفلسطينين في سوريا ،حيث صُقلت شخصيته المغوارة ، التي تفخر بكونه فلسطيناً عروبياً بامتياز .

ومع توالي الأحداث في سورية،والمطالب الشعبية ، لدحر سياسة النظام ، رفض الجلوس على الهامش، وقرر القتال من أجل حياة كريمة ،لن يبرح حتى يبلغ فيها النصر أو الشهادة ،

أعلن انشقاقة عن صفوف نظام الاسد بتاريخ 2012\7\20 ونال شرف الشهادة بتاريخ 2012\10\2 , ثلاثة أشهر كانت كانت كفيلة لتُلخصَ وتخلّدَ قصة منارة من منارات ثورة العزة والكرامة ،الذي سار مسيرة الأحرار الرافضين لنظام القتل والإجرام.

و عاش على مبدأ من لا يدافع عن الوطن لا يستحق العيش فيه،لا مناص ولا خلاص إلا بالوطن ،الوطن الواحد المتراص المتكاتف , و قد قاد بشجاعة مغوار عدة عمليات نوعية من أهمها تحرير مخفر مخيم درعا ،وشارك بالتصدي لمحاولات اقتحام المخيم وطريق السد وعدة عمليات في قرى المزيريب، وتل شهاب وزيزون وطفس.

خطط بعقل لا يعرف الاستسلام وقلب ملؤهُ الإيمان لعملية صد اقتحام قوات النظام لبلدة المزيريب وضع خطةً لم يبقَ مكتوف الأيدي ينتظر من يجسدها على أرض الواقع ،حددها ونفذها وكان خير أهل لها،استعان بقدراته وخبراته العسكرية ،وبحنكة وعقل مدبر استطاع كشف خطط النظام للاقتحام، وعمل على رسم خطط بديلة حتى يتمكن من إلحاق الهزيمة بهم .

لم تمضِ أيام كثيرة حتى عاد كعادته ليضع بصمته بأيام الثورة السورية ،لبى النداء ،عندما ضاقت الأرض بما رحُبت بأهالي بلدة زيزون،وفيها لفظ آخر أنفاسه، وذرف آخر قطرة دماءً على أرض الوطن، وبكل ما في العيون من دموعٍ ،ومافي القلب من أسى حملته أيادي الثوار مُكللاً بالمجد والغار ،ليبقى اسمه محفور بذاكراتنا نروي قصته فخراً .

ما أقسى الدرس وما أنفع بلاغته ،غاب عنا وجهه ،وشهدناه بطل لا يأبه الخوف ،ولا يرضخ للذل ،ولا يقبل الاستسلام بديلاً ،ولو كلفهُ الأمرَ حياته.

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى