سياسي

عن الأحداث الأخيرة في محافظة درعا و الحملات الأمنية ضد تنظيم داعش الإرهابي

منذ أكثر من عام عاد تنظيم داعش للتموضع في محافظة درعا في عدة مواضع أساسية شملت أرياف المحافظة بشرقها و غربها و شمالها و في مركزها القابع جنوباً عبر البادية السورية انتقالاً للسويداء و من ثم درعا بتسهيل من أجهزة المخابرات وحواجرهم عبر دفع قادة و عناصر التنظيم مبالغ طائلة لهم.

بداية و بغرض حفظ أهالي حوران من شرورهم و درءاً لخطر و تهديات النظام باقتحام و تدمير القرى والبلدات بحجة تواجدهم، حاول الوجهاء و المجموعات المحلية في غالبية المناطق التواصل و العمل على إخراج هؤلاء القادة في تنظيم داعش بالطرق السلمية لأشهر طوال أدت بالنتيجة لصبغ بعض المناطق برمتها بصبغة الإرهاب و قام هؤلاء الغرابيب السود خلال هذه الأشهر بقتل خيرة شباب الثورة و قاماتها ممن تبقوا في الجنوب بالدرجة الأولى و عملوا على تشكيل عصابات مرتزقة قامت بالقتل و الخطف و السرقة و فرض الأتاوات مقابل المال و ضحاياهم كثر و معلومون للقاصي والداني.

وعليه:

– الحملة الأمنية ضد عناصر تنظيم داعش بدأت بمنطقة جاسم وتم تنفيذها بنجاح وتم قتل و أسر قادة و عناصر لداعش فيها لتصبح خالية آمنة من هؤلاء المارقين ومن ثم انتقلت لدرعا البلد و ستمتد لكل منطقة يتواجد بها تنظيم داعش الإرهابي فمحافظة درعا ستحافظ على ثوريتها ولن تقبل أن تصبغ بصبغة غير الثورة فالثورة مستمرة و سلميتنا أقوى من بنادقهم.

– الثوار في محافظة درعا و كل من حمل الفكر الثوري و قدم و بذل خلال أحد عشر عاماً مرت بحلوها ومرها لن يسمحوا أن يدنس اسم الثورة أو يحمل اسم الثوار قاتل مجرم متطرف مأجور مرتزق و عميل أياً كان مسماه.

– المشاركون اليوم في العملية الأمنية ضد داعش وعصابات القتل والخطف و المرتزقة هم الثوار الحقيقيون والمعارضة المتواجدة في الداخل فلم نرى أن النظام يشارك هؤلاء الصادقين حملتهم ولا ميليشياته الرديفة و القرار بالبدء بالحملة هو قرار داخلي لا علاقة لنظام أو أي مكون يتبع للدولة السورية به بل إنه شيء فرضه الواقع علينا.

– في درعا البلد تم فرض المعركة فرضاً بعد عجز الوجهاء والعشائر وقادة الرأي و الميدان عن التوصل لصيغة للحل بغرض حقن الدماء وابتعاداً عن التسبب بأي ضرر مادي او نفسي للأهالي فما كان من قادة داعش الإرهابي في درعا إلا أن أرسلوا ردهم على شكل انتحاري دخل و ألقى بالسلام ومن ثم فجر نفسه في وسط الاجتماع ما فرض على الجميع المعركة والعملية الأمنية لاجتثاثهم عن بكرة أبيهم إيقافاً لشلال الدم الذي سيتسبب به هؤلاء المجرمون و عليه استعان أهالي درعا البلد بمن رأوا فيهم الخير والصلاح لتلبية نداء الفزعة من عموم المحافظة.

لعل تعقيدات الوضع الميداني الذي فرضه الواقع على امتداد جغرافيا محافظة درعا من مسميات ووتبعيات شكلية قد أربك الكثيرين ولكن الحق واضح لا شبهة فيه فلا ندع مجالاً لثلة مجرمة أن تسختف عقول أهلنا في الداخل أو الخارج و يروجون لحملات إعلامية بالملايين لدثر الحقائق وتزييف الوقائع وما المسرحيات و التسجيلات و الأخبار التي ينشروها والتي لا يقنع بها عاقل وجُعلت للضحك على العقول إلا دليل واضح على ضعف موقفهم واستشعارهم اقتراب نهايتهم.

علينا البيان والتبيان وعليكم تحكيم العقل وتبيان صحة النقل والله من وراء القصد.

درعا 03.11.2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى