فصل الشتاء يزيد هموم المواطنين في درعا والتحطيب الجائر يقضي على الأشجار

مهند المسالمة _ موقع 18 آذار
فصل الشتاء في محافظة درعا جنوب سوريا، بعد أن كان فصل الخير ،والبركة بالنسبة لأهالي المحافظة، أصبح عبئاً ثقيلاً عليهم، نظراً للغلاء المعيشي التي تشهده مناطق سيطرة النظام السوري على محافظة درعا صيف العام 2018.
لم تنتهي هموم المواطنين في محافظة درعا عند تأمين ربطة خبز ،أو أسطوانة غاز، فعند إقتراب فصل الشتاء يبدأ أبناء المحافظة بالتفكير كيف سيستطيعون تأمين التدفئة لهم ولأطفالهم؟
حكومة النظام السوري قررت منتصف أيلول الماضي منح العائلة التي تملك بطاقة من شركة تكامل، 50 ليتر من مادة المازوت على أن يتم التوزيع حسب التوزيع الأقدام.
سامر المقداد متزوج ولديه أطفال قال لموقع ١٨ اذار: بأن تلك الكمية لا تكفي لأكثر من أسبوعين ،نظراً لقساوة الشتاء في المحافظة، كونها منطقة سهلية يحدها من الشرق جبل العرب ،ومن الغرب جبل الشيخ ،ومن الجنوب جبل عجلون في الأردن.
التحطيب الجائر
تشهد معظم البلدات ، والمدن في محافظة درعا حملة إعدام لاشجارها المعمرة منذ عشرات السنين، وتم قطعها من قِبل مواطنون يبحثون عن الدفء لأطفالهم، وذلك يعود لاستحالة قدرة الأُسر على تأمين حاجتهم من التدفئة في فصل الشتاء، وباتت هذة الأُسر تُشكل اليوم أكثر من 90 بالمئة من المجتمع السوري، والتي تعتمد في عيشها على الراتب الحكومي الخجول في مقداره.
الصحفي “براء العودات قال لموقع 18 آذار : أن حرش بلدة تسيل بريف درعا الغربي تعرض للتحطيب لأول مرة بين عامين ٢٠١٥_٢٠١٦ ليقوم الأهالي بعد ذلك بالاهتمام بأشجار الحرش ،وزراعة أشجار جديدة في الأعوام ذاتها.
وأكد العودات أن الحرش تعرض للأبادة بسبب التحطيب الجائر في العام الماضي .
وأضاف العودات أن الحرش الواقع على مشارف سد سحم يتعرض للتحطيب بالكامل، على يد أفراد يحملون بطاقات أمنية، ومدنيين من أبناء المنطقة.
وتنقسم غايات تلك الأشخاص من عملية التحطيب إلى قسمين، أشخاص غايتهم تأمين التدفئة لمنازلهم وأطفالهم ، وأشخاص غايتهم بيع الحطب والذي وصل سعر الطن منه إلى مليون وخمسين ألف ليرة سورية ،وهناك من يبيعه بأسعار رخيصة نتيجة الكمية الكبيرة، التي يمتلكها من الحطب ويريد تصريفها في وقت سريع.
ولم تسلم أيضاً الأشجار المثمرة من عمليات القطع الجائر، حيث أفاد الشيخ “فيصل أبازيد” أحد وجهاء مدينة درعا عبر صفحته على الفيسبوك، في السادس من سبتمبر الماضي، بهجوم مجموعة مسلحة على مزرعة “طالب رزق أبازيد”في حي المفطرة طريق طفس وقامو بقطع جميع الأشجار الموجودة في المزرعة، وتقدر خسارة صاحب المزرعة بأكثر من (210 شجرة فستق حلبي) و(60 شجرة زيتون)
إيجاد وسائل بديلة
ظهرت مؤخراً في محافظة درعا طرق أخرى للتدفئة، كان يستخدمها الأجداد، وامتلأت المجموعات المختصة بالبيع والشراء في المحافظة، بمنشورات لبيع عدة أشكال لمصادر التدفئة، منها المخلفات الحيوانية ويطلق عليها أهالي المحافظة “الجله”، والذي وصل سعر الطن منه إلى 400 ألف ليرة.
ويقوم معظم سكان المحافظة بجمع كل ما يعينهم على التدفئة في فصل الشتاء ،من أكياس النايلون، والمواد البلاستيكية ،والأحذية، والقش على مدار السنة.
وفي مقابل معاناة أهالي المحافظة في تأمين التدفئة لمنازلهم، إذ أن شراء مادة المازوت من السوق السوداء تجدها في أي وقت، فجوانب الطرقات الرئيسية في المحافظة تنتشر فيها الأكشاك، والبسطات لبيع المازوت الحر ووصل سعره إلى ٦١٠٠ ليرة سورية في فصل الصيف، ويتساءل المواطنيين كم سيبلغ سعره في فصل الشتاء؟!