أزمة مواصلات تشهدها السويداء منذ أشهر

موقع١٨ اذار – مهند المسالمة
تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا، منذ عدة أشهر أزمة مواصلات خانقة في عموم مناطق المحافظة، مشهد المواطنين وهم يتزاحمون على باب سرافيس وباصات النقل، بعد ساعات طويلة من الانتظار بات مشهد يوميا مألوف.
زادت أزمة المواصلات من أعباء أهالي السويداء، وأكثر المتضررين هم الذين يسكنون مناطق بعيدة عن المدينة، فليس أمامهم سوى الانتظار لوقت طويل بظروف الشتاء القاسية، نتيجة عدم قدرتهم على دفع أجرة سيارة عمومية.
أحد المتضررين من الأزمة الموظف أسعد نصر من قرية “نجران” في ريف السويداء الغربي ،التي تبعد عن المدينة حوالي 20كم، يقول :هل من المعقول أن أنتظر مدة لا تقل عن ساعة بعد إنتهاء دوام وظيفتي في المدينة لكي يأتي سرفيس ،يوصلني إلى المنزل أنا والعشرات من أبناء القرية؟؟
نريدُ حلاً قبل أن تتدهور الأمور أكثر من ذلك ونترك الوظيفة.
قرية نجران حالها كحال عشرات القرى، والبلدات في ريف السويداء. أحد الطلاب يدرس في المدينة، وهو من قرية “الشبكي” شرق السويداء وتبعد عن المدينة نحو 40كم، اضطر لثلاثة أيام متتالية الإمتناع عن الذهاب إلى المدرسة، نتيجة حرمان السرفيس من الوقود، وكان الوسيلة الوحيدة التي يستخدمها أهالي القرية.
ونوه الطالب :أن حرمان السرفيس من الوقود المخصص له عبر بطاقة شركة تكامل، نتيجة عمله أيضاً بنقل الركاب على خط مشفى كازية في المدينة، واستغرب الطالب من القرار، وعدم تقدير مؤسسات النظام السوري لسائق السرفيس، وأوضاع القرية.
وليس باستطاعة الطالب هو وعائلته الذهاب إلى المدينة عبر سيارة خاصة، أو عمومية لغلاء البنزين وأجرة السيارة العمومي “سرفيس” تتجاوز الـ8000 ليرة سوريّة.
الموظفين في القطاع العام، وأيضاً الخاص هم الشريحة الأكبر التي تعاني من مشكلة المواصلات مع الطلاب، فالموظف كان يدفع أكثر من نصف راتبه الشهري قبل أزمة المواصلات، وخلال الأزمة بات الراتب لا يبقى منه شيء.
ويبلغ متوسط راتب الموظف في الدوائر الحكومية نحو 120 ألف ليرة سورية، ويحتاج أن يستقل وسيلة للنقل ذهاباً واياباً لمدة 22 يوماً في الشهر، وعندما لا يجد باص ،أو سرفيس للنقل يضطر لاستخدام سيارة عمومية، التي لا تقل أجرتها للذهاب إلى أقرب قرية من المدينة ، إلى2000 ليرة سورية.
وتتراشق حكومة النظام السوري، وسائقي وسائل النقل في السويداء الاتهامات ،وتحميل المسؤولية للآخر أسباب أزمة المواصلات، الحكومة تقول :
بأن السائقين يقومون ببيع مخصصاتهم من الوقود في السوق السوداء “بالسعر الحر”، والسائقون يتهمون حكومة النظام بعدم توفير الوقود لهم للإستمرار في عملهم، وعدم تلبية احتياجات المواطنين .