ملالي طهران يواجه المحتجين بالإعدام

موقع 18 آذار – براء العودات
بعدما أعلنت السلطة القضائية الإيرانية تنفيذ حكم الإعدام بحق أول معتقلي الإحتجاجات “محسن شكاري” والذي وصف بأنه من مثيري الشغب, وكما أتهم باستخدام السلاح الأبيض، ضد أحد أفراد قوات الأمن, و لم تكترث السلطة القضائية الإيرانية لموجة الغضب العارمة في الشارع الايراني, وما تلاها من تنفيذ الاحتجاجات، والمظاهرات اليلية لطلاب الجامعات, لتعود السطات الإيرانية اليوم الإثنين لتنفيذ حكم إعدام آخر بحق شخص ثاني، على خلفية نفس الإحتجاجات التي ما تزال مستمرة منذ منتصف أيلول الماضي.
وكالة ميزان الإيرانية قالت: إنّ حكم الإعدام نفذ بحق الشاب” مجيد رضا رهنورد” بتهمة قتل رجل أمن, وأضافت: أن حكم الإعدام نفذ أمام حشد كبير من المواطنين، في مدينة مشهد مركز محافظة خراسان وثاني أكبر مدن البلاد بعد العاصمة طهران.
مدير المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز ” ناصر عزيز “قال: في حديثه لموقع 18 آذار إن النظام الإيراني, ومنذ استيلاءه على الحكم في عموم جغرافيا إيران, لم يصغي للدعوات الدولية ضده، و لا يمكن أن يتراجع عن تصرفاته الإرهابية لفرض سيطرته على البلاد, ولم يتوانى منذ البداية بتنفيذ مجازر متعددة بحق الشعوب, وعلى رأسهم الشعب الأحوازي، والذي كان ضحية في مجزرة سميت مجزرة الأربعاء الأسود, كما تلتها إعدامات متعدد في الشوارع, واستمر هذا حتى يومنا الحالي.
ووضح “عزيز” : أن لدى النظام الإيراني من ينفذ هذه الأحكام القسرية, وهو جهاز الاستخبارات, بعد قرار صادر عن محكمة تسمى ب”محكمة الثورة” وأن جميع عناصرها وقضاتها من أتباع الحرس الثوري الإيراني, ولديها سجلا طويلا في إصدار أحكام بالسجن طويلة الأمد للصحافيين والنشطاء السياسيين والمدنيين على مدى العقود الأربعة الماضية.
ونوه “عزيز”: أنه في كل حدث أو انتفاضة في عموم جغرافيا إيران, يسعى النظام الإيراني للتخلص من معارضيه فيها, بتهمة الإخلال في نظم البلاد أو غيرها من التهم , وهذا ومن المتوقع أن يتعمد النظام الإيراني التخلص من جميع معارضيه ومن عليهم إشارات استفهام ,حتى وأن كانوا غير مشاركين في هذه الانتفاضة.
ورأى ” عزيز “أن هذا العام هو عام إسقاط النظام الإيراني, بحسب ما قال المتظاهرون منذ بداية إنطلاق الإنتفاضة, وهذا ولا تزل الاحتجاجات تعم المدن الإيرانية, وسط استمرار لقطع الطرق الرئسية في البلاد، وتمزيق صور رموز النظام الايراني في الساحات العامة.
وأشار عزيز : إلى أنه تم اضرام النار في مقرات الحرس الثوري الإرهابي في ليلة الإثنين في الأحواز العاصمة, وفي العديد من الاراضي الايرانية هذا وتتواصل دعوات لجان التنسيق لاستمرارية الاحتجاجات.
و أنه وحسب اعتقادات “عزيز” فان عزيمة جيل الانتفاضة الجديدة مختلف كما” قالها محققو الاستخبارات الإيرانية “فقد أعربوا عن عجزهم في التحقيق مع من أعتقل من المحتجين, وهذا دليل على عجزهم عن ردع انتفاضتهم وان لاأيام القادمة ستشهد احتجاجات في عموم جغرافيا إيران, و ستشمل جميع موسسات الكيان الإيراني.
الاحتجاجات التي هزت عرش الخميني, في مناطق متفرقة من البلاد أهمها العاصمة طهران, لتنتفض الأجهزة الأمنية لقمع المتظاهرين السلميين واعتقلت المئات منهم, و على غرار قوات النظام السوري , والذي يعتبر ربيب النظام الإيراني , و وكيله اللاحصري في سوريا, فقد اتهم إعلام النظام الإيراني المتظاهرين “بالعمالة ” وبأنهم مدعومون من جهات خارجية, كأمريكا وحلفائها الذين يسعون في القضاء و اسقاط ولاية الفقيه.
في نفس السياق، فقد أدنت منظمة العفو الدولية عمليات الإعدام، و التي تقوم بها السلطات الإيرانية والتصرف بوحشية ، مع تهديداتها العلنية بالتعجيل بإجراءات الإعدام وتنفيذ عمليات الإعدام, هذه الإدانة جاءت على لسان ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط, وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية التي أكدت: إنَّ الطريقة المروعة التي تمَّ بها التعجيل بمحاكمة محسن شيكاري عبر النظام القضائي الإيراني بدون السماح له بفرصة محاكمة مجدية وعملية استئناف هي مثال آخر على حقيقة أن السلطات تلجأ إلى عقوبة الإعدام كسلاح للقمع السياسي, و أن السلطات الإيرانية هدفها الواضح هو بث الخوف بين الجمهور في محاولة يائسة للتشبث بالسلطة وإنهاء الانتفاضة الشعبية.