المقالاتسياسي

العاصمة دمشق على صفيح ساخن

موقع ١٨ اذار – براء العودات

أصوات التنديد والشجب كانت في سياق تصاعدي ضد ممارسات النظام السوري، لما حالت إلية البلاد من أوضاع معيشة مأساوية، حيث أنه وخلال السنوات الماضية من الثورة شهد إقتصاد سورية تراجعاً ملحوظا نتيجة استمرار الصراع وتسخير موارد الدولة في خدمة آلة الحرب، وتوقف الإنتاج الصناعي.

وكان للعاصمة دمشق الحصة الأكبر من هذا التراجع، نتيجة الإجراءات الأمنية، والعسكرية القصرية، التي فرضها نظام الأسد، إضافة إلى الفساد المستشري، والبطالة، وسوء الأوضاع المعيشية، وتدني الرواتب بمؤسسات النظام، والقطاع الخاص، ومازاد البؤس غلاء المحروقات، وإغلاق بعض المخابز، (كمخبز تشيلو في الحجاز، ومخبز البيت الشامي في الفحامة، ومخبزالشعلان، ومخبز بيت الخير في قدسيا، وأفران شمسين على طريق اوتستراد صحنايا)، وتستعد مخابز أخرى للإغلاق، ولا في الأفق أي بوادر للحل..

كل ذلك انعكس على حياة الناس اليومية، حيث أكدت مصادر في السيدة زينب: أنه في يوم الأحد 8كانون الاول 2022 قام العشرات من أهالي السيدة زينب، التي تعد أكبر معقل للمليشيات المرتبطة بإيران، وحزب الله في ريف دمشق الجنوبي، بقطع طريق دمشق الدولي تنديداً، بعجز النظام عن توفير المحروقات، حيث تعطلت أعمال الناس، بسبب عدم وجود وسائل نقل، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، حيث تدخلت الأجهزة الأمنية، وفضت التجمع الذي استمر بين 10إلى15 دقيقة فقط.

لم تقتصر الاحتجاجات على السيدة زينب، بل إمتدت إلى قدسيا، التي حاول الشبان فيها تنظيم مظاهرة لم يُكتب لها الإستمرار، بسبب تهديد أمن النظام لهم، وتم إطلاق نار من أحد المتطوعين في الدفاع المدني على دورية للأمن السياسي، لعدم استطاعته تأمين الوقود،
فالغليان الشعبي بات عموعد للإنفجار، بسبب عجز النظام عن توفير الوقود، وسوء الأوضاع المعيشية.

وفي السياق ذاته، فقد قامت الأجهزة الأمنية بإغلاق سوق الحميدية الإثنين 12-12-2022، وذلك يعود لتخوف النظام من نشوب مظاهرات تندد بالأوضاع الاقتصادية، والمعيشية، التي بات فيها غالبية سكان دمشق تحت خط الفقر،.

الطالب “أحمد ” من سكان دمشق يتحدث لموقع 18 آذار بقول : عشرات الموظفين، والطلاب، وسائر الركاب يقفون لساعات طويلة من الانتظار للعودة إلى منازلهم، أو التشارك في أجرة تاكسي بعد مفاصلة طويلة مع السائق، حيث وصلت أجرة التاكسي من البرامكة إلى ضاحية قدسيا إلى 35 ألف ليرة سورية، مما جعل الكثيرين من الطلبة يمتنعون عن الحضور إلى الجامعة، والتغيب عن المحاضرات، واعتذار بعض دكاترة جامعة دمشق عن تقديم محاضراتهم، لعدم توفر وسائل نقل لديهم، بسبب شح الوقود،.

في سياق آخر يضيف التآجر “ابو محمد”
أن نظام الأسد، ومخابراته لا تكتفي بالتضييق على الناس، بل وتسلك جميع الطرق لسرقة أموالنا، وإضعاف التجارة، وغلاء الأسعار، فتتم محاصرتنا من خلال دوريات الجمارك، التابعة لنظام الأسد، ودفع مبالغ طائلة لهم بحجة الضرائب، أو إغلاق المحلات، ويضيف تم إعتقال أحد العاملين في سوق مدحت باشا، بسبب شتمه لنظام الأسد بصوت عالي، وتدخل تجار السوق لإخراجه بعد ساعتين، .

بالإضافة للكثير من الفساد، الذي يفتِك بسكان العاصمة، كالفساد الطبي في المشافي، وانتشار المخدرات، وبيوت الدعارة، كل ذلك عوامل مساعدة في زيادة حالة الغضب، والغليان لدى الناس.

ويدور في الاروقة والساحات المغلقة في هذه الأيام بأن هناك بوادر إنفجار شعبي ناقم بات قريباً، على سلوكيات النظام، يُرعب نظام الأسد وشبيحته،

وهنا نطرح سؤالنا ، متى ينفجر بركان دمشق معقل رأس النظام؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى