ضلوع نظام اﻷسد في سرقة القمح اﻷوكراني

موقع 18 آذار – أحمد النابلسي.
رغم محاولات كييف في ايجاد الحلول لكبح روسيا عن سرقة حبوب الأوكرانيين, إلا أن نظام الاسد لم يتوانى عن انتهاز الفرصة من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا , وبدء بنقل القمح الأوكراني, و الذي استولت عليه روسيا عنوة.
ورغم توقيع روسيا لإتفاقية تلزمها بالايفاء بتعهداتها, إلا أن سياسة النهب الروسي للحبوب من أوكرانيا, جاء مناقضا للإتفاق المبرم بين كييف وموسكو برعاية الأمم المتحدة .
ورغم تصريحات أوكرانية رسمية من مواجه عواقب قانونية لكل من نقل وباع الحبوب التي استولت عليها روسيا في المناطق المحتلة من البلاد, إلا أن ذلك لم يشكل راداعاً لمضي نظام الاسد في سلوكياته المتمثلة باستيراد القمح المسروق من اوكرانيا.
وقد اندثرت جهود السفير اﻷوكراني في لبنان, والذي بائت محاولاته الرامية لمنع بيروت من التعاون مع نظام اﻷسد بالفشل، لمنع الأخير من الحصول على حمولة سفينة الشحن “أوديسا” والتي وصلت إلى الساحل السوري, و تحمل على متنها آلاف اﻷطنان من القمح، الشعير.
وكالة “رويترز” للأنباء، نشرت اليوم الاثنين، تقريراً أكدت فيه بزيادة حجم واردات نظام الاسد من القمح من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا باستخدام أسطول من سفن الجانبين لتجنب العقوبات الأمريكية.
وكما أكد التقرير : بأن كميات القمح المرسلة إلى سوريا من ميناء “سيفاستوبول” المطل على البحر الأسود في القرم زادت ب 17 ضعفا هذا العام مسجلة ما يزيد عن 500 ألف طن وفقاً لبيانات للشحن من “رفينيتيف”، ليشكل ذلك ما يقارب ثلث واردات البلاد الإجمالية من القمح.
وتظهر البيانات أن الدولتين اعتمدتا بشكل متزايد على سفنهما الخاصة لنقل القمح، من بينها ثلاث سفن سورية مشمولة في العقوبات التي فرضتها واشنطن، وذلك في ظل عقوبات مفروضة على البلدين صعبت التجارة عبر طرق النقل البحرية المعتادة والحصول على تأمين ملاحي.
ورغم أن العقوبات اﻷمريكية والغربية المفروضة على الجانبين صعبت التجارة عبر طرق النقل البحرية المعتادة والحصول على تأمين ملاحي، لكن حركة النقل ما تزال مستمرة.
استيراد نظام الأسد للقمح الأوكراني جاء أمام فشل حكومة النظام في إنهاء ازمته بتامين حاجته من الحبوب والتي رد زيادة تفاقمها, لاسباب طبيعة تمثلت بعدم انتظام هطول الأمطار, و تزامن ذلك بتراجع إنتاج النظام من الحبوب عام 2022، والذي بلغت نسبتة 75% عما كانت عليه قبل عام 2011.
ورغم استعانة نظام الأسد بقوات “قسد” في شمال شرق سوريا, لشراء القمح منها , لكن كل تلك المساعي لم تنجح في تجاوز النظام لازمته , وسط أزمة مالية خانقة، وانهيار لقيمة العملة المحلية.
عمل نظام الأسد من خلال إستيراد القمح الأوكراني لانهاء أزمته, لكن مصادر من حكومة النظام عبرت عن استيائها من ضعف مخزون النظام من القمح، والتنبؤ بحدوث أزمة خبز جديدة, من شأنها زيادة معاناة الأهالي.