بعدَ عام وبضعة أشهر ؛ عودة الفرقة الرابعة لمحافظة درعا.

موقع 18 آذار-أحمد النابلسي.
في بداية هذا العام عادت الفرقة الرابعة للظهور من جديد ضمن الجنوب السوري، وعلى وجه الخصوص ضمن معبر نصيب, حيث أصدر نظام الأسد قراراً بنصب حواجز للفرقة الرابعة على معبر نصيب الحدودي، بذريعة الحد من عمليات التهريب، و ضبط الحدود والتفتيش على الداخل والخارج.
بدء العمل على تطبيق القرار في اليوم الثاني من صدوره, حيث رصد نقل قوات تتبع للفرقة الرابعة إلى معبر نصيب، واستقدمت قوات الأسد خلال الأيام الماضية قوات من “الفرقة الرابعة” والتي تقدّر أعدادها بالعشرات مع الدبابات والمدرعات، بحسب مصدر خاص.
ولم تنفك محاولات الميليشيات الإيرانية قي تثبيت، وترسيخ نفوذها في الفضاء السوري بوجه عام, حيث تسعى تلك الميليشيات لتاطير إندماج نفسها ضمن كتائب جيش النظام, و يتفاوت الإندماج بتفاوت الاهمية الجيوسيساسية لإنتشار تشكيلات جيش النظام وفروعه الامنية.
محاولات الميليشيات الإيرانية في الإنصهار ضمن تكتلات جيش النظام، على إختلاف أنواعها تاتي في مساعي إيران الحثيثة لفرض نفسها كقوة أمر واقع لها الهيمنة الفعلية على مستقبل القرار لنظام الاسد، وبالتالي نسف أيّ مساعي سياسية لاتلقى قبولاً إيرانياً، ولاتدرج إيران كجزء منها.
تنميط تبعية الفرقة الرابعة وتصنيفها بكونها من التشكيلات العسكرية التي تكون أشبه بكيان عسكري يتبع لفيلق القدس الإيراني, لم يكن عبثاً؛ حيث كشفت مصادر خاصة عن العلاقة الوطيدة بين الطرفين، وما يتضمنه من ضلوع حجاج إيرانيين على الإشراف على تدريبات ضباط وعناصر الفرقة الرابعة.
كان الظهور الأبرز للفرقة الرابعة في الجنوب السوري خلال حملة النظام، التي قادها ضد فصائل المعارضة في آيلول من عام 2018، والتي إنتهت بإجبار فصائل المعارضة على الإذعان، والخضوع لقرار روسيا، وتوقيع صك مصالحة بالإكراه من خلال قصف البنية التحتية وتدميرها بالطيران قبيل الإقتحام لفرض المصالحة في الجنوب وتهديد مصير آلآف المدنيين.
مارست الفرقة الرابعة القمع الممنهج في سبيل ترسيخ ديمومة النظام، والحفاظ على بقائه، وإرتكاب مجازر حرب بحق كل السوريين على إختلاف إنتمائاتهم، وتنوع إيدلوجياتهم وتباين مواقفهم السياسية وإلى ما هنالك من مساعيها في السيطرة على مقدرات البلاد، ومواردها لتعظيم إرباحها ورفد خزينة جنرالاتها بإيرادات مالية تكاد تكون الأضخم ضمن التنافس المحموم بين تشكيلات جيش النظام الأخرى.
رسّخت الفرقة الرابعة من تواجدها في الجنوب السوري؛ عقب إتفاقية المصالحة التي ضمنها الجانب الروسي، وعملت منذ البداية على تشكيل خلايا أمنية تهدف للخلاص من كل معارضيها, فضلاً عن مساعيها الدائمة لإغتيال كل القيادات الثوريين.
تواجد الفرقة الرابعة في الجنوب السوري ساهم في تأسس و تنامي صراع غير معلن، بين أطراف عدة, لكن وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021 ؛ أعلنت الفرقة الرابعة إنهاء وجودها في الجنوب السوري ضمن ما أدرجه خبراء، ضمن تحمل الروس مسؤولياتهم، لتطبيق تفاهمات دولية، تتعلق بمزيد من الضغوط لإبعاد المليشيات الإيرانية عن الجنوب السوري، أو القوات المحسوبة على طهران في جيش النظام.
استثمرت الفرقة الربعة فترة تواجدها في الجنوب السوري، وعملت على تعظيم أرباحها بسيطرتها على المخافر الحدودية، والتي قادت منها عمليات تهريب المخدرات للأراضي الأردنية وصولاً لدول الخليج, حيث تنوعت أساليب التهريب، واختلفت الطرق والوسائل والوسائط المتبعة فيها.
إنسحاب الفرقة الرابعة من الجنوب السوري لم يوقف عمليات التهريب؛ حيث إنتهز جنرالات الفرقة الرابعة شبكة العلاقات التي كونوها خلال فترة وجودهم في المنطقة، مع شخصيات محلية في الجنوب السوري، لتمضي من خلالهم في الإستمرار في عمليات التهريب، والتي تعود عليهم بالنفع المالي، والإيرادات الضخمة، والتي تعدّ عصب إقتصادهم ومبتغى تواجدهم.
أخيراً فإن عودة تواجد الفرقة الرابعة في الجنوب السوري من شأنه تقويض الإستقرار في الجنوب السوري, فضلاً على أن سيكون عامل مساعد في تسخين الأجواء الدولية، ويضعها على صفيح ساخن، وذلك في حال رفضت القوى الاقليمية تواجدها ‘ايَّ الفرقة الرابعة’ على تخوم الحدود، وهذا ما سيشهد إرتفاعاً وتزايد نسبي في عمليات التهريب للكبتاغون والمواد المخدرة والتي تقودها الفرقة الرابعة.