جواز السفر السوري مأساة تتفاقم، و غياب الحلول

موقع 18 آذار – بشار ابو سعيفان.
تستمر حكومة نظام الأسد باختلاق العقبات التي تعيق حركة السوريين داخل سوريا وخارجها، حيث باتت معضلة جوازات السفر مأساة كل سوري، بدايةً من صعوبة الحصول عليه إلى رسوم تجديده و إصداره الخيالية التي جعلته أغلى جواز سفر في العالم، حتى ننتهي بقصص عدم الإعتراف بآلاف النسخ في العديد من منافذ الدول لعدم إكتمال إجراءاته المستندية بسبب تمريره لسماسرة الأموال دون تحقق ولا رقابة داخلية.
تبدأ المعضلة بعدم توفر الخدمة في مراكز الهجرة والجوازات التابعة لوزارة الداخلية في سوريا بسبب عدم توفر الكهرباء وشبكة الإنترنت على مدار الساعة، ولا تنتهي برسوم خيالية ارتفعت مؤخراً لتصل للجواز الفوري الداخلي مليون ليرة سورية بدلاً من 500 ألف، والخارجي 1000 بدل من 800 دولار، بينما بلغت رسوم استخراج جواز السفر العادي الداخلي 100 ألف ليرة سورية بدلاً من 64 ألف، بينما الخارجي العادي 500 بدلاً من 300 دولار، ويضاف إلى تلك الرسوم التي تسمى رسوم المعاملة، تكاليف إضافية في السفارات خارج سوريا كالحصول على موعد “مستعجل” عبر مكاتب وسيطة.
أضيف للمعاناة مؤخراً نفاذ المواد اللازمة لإصدار جوازات السفر من سفارات النظام في الخارج، ما إضطر بعضها لإلغاء المواعيد واخرى قامت بتأجيل المواعيد لوقت غير محدد، كالسفارات في الإمارات والكويت ومصر.
هذا ويحتل الجواز السوري المرتبة 108 عالمياً وفقاً لمؤشر GUIDE لترتيب جوازات السفر، بينما يحتل المرتبة الثالثة بين أسوأ عشرة جوازات في العالم، فلا يتيح لحامليه السفر بدون تأشيرة إلا إلى 26 دولة، في حين أنهم يحتاجون إلى الحصول على تأشيرة مسبقة قبل السفر إلى 172 دولة، حيث يتم ترتيب جوازات السفر عالمياً بناءً على عدد الدول التي يتيح كل جواز سفر لحامليه إمكانية السفر إليها بدون تأشيرة مضاف إليها قائمة الوجهات التي يمكن السفر إليها بدون تأشيرة مسبقة أيضاً، كما يؤخذ بعين الإعتبار الدول التي يمكن دخولها بتأشيرة عند الوصول، وكذلك الدول التي يمكن السفر إليها بتصريح سفر إلكتروني.
وهذا فإن آلاف الشباب السوريين، وبسبب ماتشهده البلاد من تدهور اقتصادي وتفشي للبطالة يسعون بشكل مستمر وبكل الطرق المتاحة وغير المتاحة للحصول على جواز سفر يمكّنهم من الخروج من البلاد في أقرب فرصة.