سياسي
أخر الأخبار

الواقع الصحي في محافظة درعا قبل وبعد سيطرة نظام الأسد عليها.

– موقع 18 آذار – أمين النابلسي.

– شهدت مدن وبلدات محافظة درعا تطوراً لافتاً على الصعيد الطبي، وذلك بعد سيطرة فصائل المعارضة عليها منذ عام 2013.

– حيث تم إفتتاح العديد من المشافي الميدانية، وتم تزويدها بالمعدات والتجهيزات الطبية المتطورة، كأجهزة الطبقي المحوري، وجهاز التصوير القوسي، وأجهزة تفتيت الحصى، وحاضنات الأطفال المتطورة، وأجهزة غسيل الكلى.

-ويُعد مشفى تل شهاب (الميداني) ومشفى تسيل (الميداني) ومشفى طفس الوطني من أبرز المراكز الطبية في الريف الغربي، و التي كانت بدورها تلبي حاجة المواطنين مجاناً على مدى أعوام سيطرة المعارضة السورية حتى توقيع إتفاق التسوية في تموز 2018.

– و بعد سيطرة نظام الأسد وروسيا على محافظة درعا، بدأ الواقع الصحي بالتدهور تدريجياً ، وذلك بسبب ممارسات النظام والسياسة التي اتبعها في المنطقة، والتي تمثلت بسحب جميع التجهيزات الطبية من المشافي المذكورة، ليقتصر عملها على الإسعافات الأولية، وتقديم خدمات اللقاح التي يقدمها نظام الأسد ، الأمر الذي لاقى أستياء كبير من قبل الأهالي، باعتبار أن المراكز والمشافي الميدانية كانت تغطي أحتياجات الأهالي في الريف الغربي ومنطقة الجيدور و قرى محافظة القنيطرة بالكامل طبياً .

و إعتمد نظام الأسد على مشافي في مدينتي طفس ونوى بريف درعا الغربي لتقديم الخدمات الطبية للمنطقة الغربية بالكامل، – كما قال الممرض (ك-ر) الذي طلب عدم ذكر إسمه لأسباب أمنية، بصفته ما يزال متطوع يقدم الخدمات الطبية ،أن تلك المشافي لا تلبي أحتياجات المواطنين بسبب الأعطال الفنية المتكررة في الأجهزة الطبية، كجهاز الطبقي المحوري على وجه الخصوص، وكذلك حاضنات الأطفال العاطلة عن العمل ، أيضاً أجهزة غسيل الكلى ووحدة الإنعاش تعتبر خارج الخدمة نهائيا ، مما يجبر الأهالي للذهاب إلى المشافي الخاصة في المنطقة أو اللجوء إلى المشفى الوطني في مدينة درعا ،الذي لا يلبي الاحتياجات ،بسبب الأعطال المتكرره بالمعدات المتوفرة فيه و بسبب الضغط الكبير الحاصل عليه لاعتباره المشفى الرئيسي الوحيد في المحافظة.

ويعتبر مشفى طفس هو الوجهة الأساسية لأغلب المواطنين في المنطقة الغربية، الذين يُعد أغلبهم من الملاحقين أمنياً بسبب تخلف غالبية الشباب في المنطقة عن خدمة العلم أو منشقين عن قوات النظام ،حيث لا يستطيعون الذهاب إلى أي مشفى آخر ، وذلك بالرغم من افتقاره للأجهزة والمعدات وبالرغم من نقص الكادر الطبي بعد أن تم إيقاف أغلب الممرضين والأطباء بسبب عملهم السابق في المشافي الميدانية ، مما أدى لفصلهم من وضائفهم كنوع من العقوبة ، كما قال أيضاً أن غالبية الكادر الطبي والتمريضي في مشفى طفس هم من المتطوعين من الأطباء والممرضين الذين تم فصلهم من وضائفهم ،بسبب النقص الحاد في الكوادر الطبية، وعدم قدرة نظام الأسد بتغطية هذه المناطق بالكوادر اللازمة، علماً أن عمل المشفى يقتصر على تقديم الإسعافات الأولية والعمليات الباردة والإسعافية مقابل أجور رمزية لتغطية احتياجات الكادر المتطوع.

ويعاني المواطنون من التكلفة الباهظة في المشافي الخاصة، وهو ما يعتبر صعب المنال على الطبقة المتوسطة وما دون ، -محمود أحمد من أهالي بلدة تسيل، قال لمراسل موقع 18 آذار : أنه اضطر لإبقاء طفله في الحضانة لأربعة أيام في مشفى السلام الخاص في محافظة ريف دمشق بتكلفة 800 ألف ليرة سورية لليوم الواحد .

– وأشار الأحمد: أن المبلغ لا يعتبر رقماً عادياً باعتباره مدرس يعمل لدى وزارة التربية والتعليم، ويتقاضى راتب 127 ألف ليرة سورية في الشهر الواحد ، وقال أنه اضطر لبيع أثاث منزله لتغطية تكاليف المشفى الخاص.

-وقال الشاب ” محمد العقلة ” وهو من أبناء بلدة المزيريب : أنه يعاني من مرض الفشل الكلوي ويضطر للذهاب إلى مشفى درعا الوطني مره كل ثلاثة أيام.

ويضيف العقلة: بأنه و بسبب نقص المواصلات يضطر للذهاب بسيارة أجرة خاصة بتكلفه عالية، وأضاف أن العلاج لم يعد متوفراً في المشفى، وأنه يضطر للقيام بشراء العلاج من الصيدليات الخاصة بتكلفة مرتفعة جداً.

-ويبقى السؤال المطروح والمغيب عن المعنيين وأصحاب القرار في المحافظة : أين ذهبت التجهيزات والمعدات التي تمت مصادرتها من قبل الأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد بعد دخولها للمحافظة، علماً أن التجهيزات التي صودرت قادرة على إعادة ترميم الواقع الصحي في المحافظة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى