إنتهاكات نظام الأسد، عقبة في وجه الاستقرار في محافظة درعا

موقع 18 آذار : يوسف حسن
مضى أكثر من أربعة أعوام على سيطرة مليشيات نظام الأسد مدعومةً بروسيا، وإيران، ومليشيا حزب الله على محافظة درعا، إلّا أن الإستقرار الذي كانت روسيا تتخذه ذريعةً لتنفيذ مشروع التسوية في الجنوب السوري لم يكتمل، وذلك بسبب إستمرار مليشيات نظام الأسد، بإنتهاكاتها بحق المدنيين في محافظة درعا.
نظام الأسد لا يريد استقرار الوضع في درعا
أحد وجهاء محافظة درعا قال في حديثه لموقع 18 آذار: بأن حالة عدم الاستقرار الأمني الذي تعيشه محافظة درعا، هو نتيجة حتميّة للإنتهاكات التي تنفذها مليشيات نظام الأسد، أو المتعاونين معها من أهالي المحافظة بحق المدنيين.
وأضاف بأن أهالي محافظة درعا خضعوا لأربع تسويات فرضتها روسيا، من أجل جمع السلاح، وحصره بيد مليشيات نظام الأسد، والمتعاونين معه.
وأشار إلى أن مليشيات نظام الأسد، التي استباحت محافظة درعا، و معها مليشيات إيران وحزب الله، لم تستطيع فرض سيطرتها بالقوة على أهالي درعا حتى الآن.
حيث أن أهالي محافظة درعا ينشدون ويسعون لترسيخ الإستقرار، أكثر من نظام الأسد ومليشياته، الذين وجدوا لأنفسهم باب رزق، من خلال انتهاكاتهم بحق المدنيين، مثل اعتقالهم، وابتزاز ذويهم، لدفع مبالغ مالية، أو قطع سلاح يتم شرائها من ضباط نظام الأسد.
وتوجه بالسؤال؛ كيف نلوم من يرى قاتل أبيه، وأخيه، ومعذب أمه، وأبنائه، يسرح ويمرح في درعا، ويدير الاستثمارات، دون أي محاسبة من روسيا، التي تتشدق بالمحاسبة، بعد أن غرق ضباطها بالفساد مع ضباط نظام الأسد.
و أوضح أن غالبية من يتم استهدافهم، هم من الأشخاص الذين ارتكبوا انتهكات، بحق المدنيين العزل، مثل “وسيم أبو حوبي” الذي نكل بالمعتقلين على حاجز “حميدة الطاهر” سيء السمعة الذي كانت تتخذه مليشيات نظام الأسد معتقلاً ومسلخاً بشرياً.
وبيّن أن “وسيم ابو حوبي” مسؤول عن اعتقال عشرات الشبان في مدينة درعا،حيث كان يبلغ عن المسافرين القادمين من الخارج إلى درعا، من أبناء المدينة، ويتم اعتقالهم، ثم الافراج عنهم بعد دفع ذويهم مبالغ مالية كبيرة.
وتابع أن مليشيات نظام الأسد عمدت بعد سيطرتها على الجنوب السوري، على تجنيد الأشخاص، ذوي السوابق، وأصحاب السمعة السيئة، والمنبوذين في المجتمع الحوراني، مثل تجّار المخدرات.
و بعد مقتل “عامر النصار” منتصف الشهر الجاري(أحد المتعاونين مع مليشيات نظام الأسد في مدينة الحارة) تبين مسؤوليته عن الإنتهاكات بحق المدنيين في محافظة درعا، وتسليم عدد كبير للأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد.
و أردف أن أهالي محافظة درعا، يخوضون حرباً ضد تجار المخدرات، الذين تدعمهم الفرقة الرابعة، التي يقودها “ماهر الأسد” شقيق رأس النظام السوري بشار الأسد.
وذكر أن عدد كبير من تجار ومروجي المخدرات في درعا، قتلوا على يد مسلحين مجهولين، في حين إن مليشيات نظام الأسد، تسهل مرورهم على حواجزها العسكرية من درعا إلى الأراضي اللبنانية، وبالعكس.
و أكدَّ أن تجار ومروجي المخدرات، لا يستطيعون التحرك بحرية في درعا، بإستثناء المناطق التي تفرض مليشيات نظام الأسد عليها قبضتها بالقوة.
واستطرد قائلاً: إننا في حرب مع تجار المخدرات، التي تدعمه مليشيات نظام الأسد، على عكس “نوح زعيتر” أكبر تجار المخدرات في المنطقة، والذي يتجول في دمشق بكل حرية.
نظام الأسد يغتال المعارضين وهم يحاربون الإرهاب
“ممدوح الحريري” إسم مستعار لأحد المسلحين المحليين قال لموقع 18 آذار : أن نظام الأسد، وبغطاء من روسيا، يقومون بإستهداف المعارضين بشكل دائم، كما حصل مع “أدهم الأكراد و مصعب البردان و الشيخ فادي العاسمي” .
وأضاف أن نظام الأسد، سهّل وصول عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إلى درعا وتركنا، في مواجهة معهم، دون أيّ تدخل، كما حصل العام الماضي في مدينة جاسم ودرعا البلد.
مليشيات نظام الأسد تصفي بعضها في درعا.
تعتبر درعا المحطة، من المناطق ذات الإنتشار الأمني المكثف لمليشيات نظام الأسد، لتواجد جميع الأفرع الأمنية فيها، بالإضافة للمحافظة ، وكافة مديريات المؤسسات العامة، حيث يصعب دخول دراجة مفخخة، أو استهداف لمليشيات نظام الأسد، دون مساعدة من إحدى هذه المليشيات.
أحد أبناء مدينة درعا قال لموقع 18 آذار: أن جميع التفجيرات التي تشهدها مدينة درعا، وبالأخص “درعا المحطة” من افتعال من نظام الأسد.
وأضاف؛ كان آخرها تفجير عبوة ناسفة مزروعة في دراجة نارية، أمام مكتبة فراس، حيث تم إبلاغ “فراس بجبوج” صاحب المكتبة وموظفينه بإخلاء المكتبة، وأن هناك عبوة مزروعة ضمن دراجة أمام مكتبة، وعدم قدرت الأمن على تفكيكها، او إبعاد الدراجة.
وأفاد أن مليشيات نظام الأسد، تعمد لهكذا أسلوب، لتظهر درعا بأنها غير مستقرة أمنياً، وأن المسلحين هم من يقومون بزرع العبوات لتفجيرها بالمدنيين، ويتم نشر حواجز أمنية للتنكيل بالمدنيين.
وأوضح أنه بعد حادثة التفجير تم وضع حواجز في ساحة بصرى، واعتلاء القناصة على الأبنية، ويتم التدقيق على هويات المارة، مما يعيق حركتهم.
وأكد أن التفجيرات التي تستهدف عناصر الأفرع الأمنية، فهي تصفيات بين الأفرع الأمنية، والنظام المتهم الأول بقتلهم، للتخلص من بعض القيادات الأمنية لديه، لأسباب متعددة أبرزها تضارب المصالح، وكل رئيس فرع يريد أن يكون صاحب السطوة في درعا.