سياسي

فزعة رجال حوران بديلاً للمساعدات الدولية , لإغاثة منكوبي الزلزلال في شمال غرب سوريا

موقع 18 اذار –أحمد النابلسي

بعد أن ضرب زلزال مدمر جنوب تركيا وشمال سوريا في الساعات الأولى من يوم الاثنين، سارعت وكالات الأمم المتحدة في حشد استجابتها الطارئة لمساعدة المتضررين و مواجهة آثار كارثة الزلزال.

الشمال السوري يعتبر من أكثر المناطق التي تضررت جراء هذا الزلزال, لكنه كان الأقل حضا في الحصول على أي مساعدات أممية, تقلل من حدة معانات أهلهِ وعلى وجه الخصوص, أولئك القابعين تحت ركام الأبنية ويفترشون الأرصفة دون وجود مأوى ولا معيل لهم.

الإعتماد في الشمال السوري لمواجهة هذه الكارثة يتم في المقام الاول على فرق الدفاع المدني, والتي استنفرت لتعبئة كوادرها, وكما يتم الإعتماد على السلطات المحلية, والقوى المدنية, و الفرق العسكرية, ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية, في ظل غياب تام لأي مساعي دولية لتقديم مساعدات أممية.

تنبهت فرق الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” الى حجم المأساة و أطلقت مناشدات عاجلة تطالب المنظمات الدولية بمساعدة السوريين المنكوبين والعالقين تحت الأنقاض، لافتة إلى أوضاع إنسانية كارثية صعبة تعانيها مناطق شمال غربي سوريا، والذي تجاوز عدد القتلى فيها اكثر من 790 شخص, وذلك حسب إحصائيات قام بها الدفاع المدني السوري.

وأمام تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته لإنقاذ متضرري الزلزال في شمال غرب سوريا, فقد انطلقت “فزعة رجال حوران” لإغاثة منكوبي الزلزال في الشمال السوري، والتي تهدف لتأمين السلل الغذائية, والفرش والبطانيات, وتأمين سكن مؤقت وتقديم مبالغ نقدية إسعافية, والى ما هنالك من إمكانيات متوفرة لتقديم خدمات اخرى.

فزعة رجال حوران هي مبادرة تشرف عليها وتنفذها “جمعية العمري لكفالة الأيتام”, وهي مبادرة لإستجرار دعم يهدف الى مساعدة الأسر المتضررة في الشمال السوري من هذه الكارثة، والذين هم في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، وذلك حسبما ذكر عضو مجلس الادراة في جمعية العمري لكفالة الايتام والذي رفض ذكر اسمه لاسباب خاصة.

وحسبما ذكر نفس المصدر: بأن “جمعية العمري” ستعمل على جمع التبرعات من الراغبين في تقديمها, وقامت باجراءات عملية تمثلت بإطلاق حملة إعلامية وفرت فيها أرقام الحسابات البنكية للجمعية, لتسهيل عمليات التبرعات من كل أنحاء العالم, وكما أن هذه المبالغ التي سيتم جمعها، ستتولى كوادر الجمعية التنفيذية والموجودة في شمال سوريا بتوزيعها على المتضررين حسب ما هو مناط بتوزيعها.

واشار عضو الجمعية: بأن الجمعة تسعى لتخفيف آثار الزلزال على المتضررين منه في شمال غرب سوريا دون أي نوع من أنواع التمييز القائم على النوع الاجتماعي, وسيتم العمل و التعاون والتنسيق مع كافة الجمعيات والهيئات والمنظمات العاملة في المنطقة من أجل ضمان وصول عادل لجميع المتضررين.

ويقول عضو الجمعية: بأن “جمعية العمري” أنشأت في عام 2013، وتم ترخيصها وفتح مكتبها الرئيسي في مدينة إسطنبول, وهي جمعية غير ربحية وجميع أعضاء مجلس الإدارة يعملون بشكل تطوعي, ودعمها يرتكز على الدعم المقدم من رجال الأعمال السوريين وبعض الجمعيات الكويتية, وسبق للجمعية ممارسة عملها في محافظتي درعا والقنيطرة وريف دمشق وارياف حلب, وذلك خلال مرحلة سيطرة فصائل المعارضة هناك.

ويضيف عضو الجمعية: بأن الجمعية مازالت مستمرة في عملها في كفالة الأيتام في مناطق المعارضة في الشمال السوري, واستشهد رئيس مكتبها”مهند سلامة” على اثر الزلزال الاخير، و عملت في تشييد ست قرى في الشمال السوري من أكبرها قرية “نورالصباح” والتي تضم مئة شقة مع مسجد، ومركز تعليمي ومدرسة وحدائق ومراكز لألعاب الاطفال.

“جمعية العمري” واستنادا الى حديث عضو اللجنة فانها تمارس أعمالها الاغاثية في تركيا حيث تقوم بادراة والإشراف على دار للأيتام، يتواجد بها حوالي السبعون يتيماً, وكما أنه يتم بناء دار للأيتام في مدينة الريحانية في تركيا.

ويشهد لجمعية العمري ضمن الاوساط العامة ، بالشفافية والصدق والتفاني في خدمة الأيتام، ومن أهدافها تنشئة اليتيم ليكون رجل المستقبل الذي يعتمد على ذاته “ويخدم مجتمعه.

أخيرا فإن مبادرات أهلية ومجتمعية اخرى قد بدأت بجمع التبرعات من أهالي حوران لإغاثة منكوبي الزلزال في شمال غرب سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى