سياسي

الأسد لصّ للمساعدات الانسانية, و التي قدّمت لإغاثة المنكوبين في مناطقه جراء الزلزلال.  

موقع 18 اذار-سارة الأحمد

أدار نظام الأسد؛ وخلال اثنا عشر عاماً، عمليات قتل وتعذيب منهجية, ضد آلاف المدنيين، وما تلاها من هجمات الغاز، التي إستهدفت مناطق سوريّة مدنيّة، وراح ضحيتها الآلاف أيضاً،

وصولاً إلى آلاف عمليات القتل، خارج القانون.

استمر النظام في بطشه، وتعددت الصور، واختلفت الأساليب, ووصل الحال لتعفيش منازلهم، واستغلالهم، عبر إجبارهم على دفع الأتاوات على الحواجز , وعمليات انتهازهم بطلب أموال، لمعرفة مصير أبنائهم.

كل الإنتهاكات التي أشرف عليها النظام، بحق المدنيين، تم تأطيرها بأنها تستهدف المعارضين فقط، في مرحلة كان بحاجة لتقديم الأعذار والتي لم تكن منطقية، في سبيل كسب دعم بعض القوى الشعبية للوقوف بجانبه, لكن ما تعرّض له عموم السوريين، أصبح اليوم مأساة حقيقية، يتعرض له من أيد النظام، وقدّم تضحيات جليلة لنصرته, ليكمل نظام الاسد ماتعود عليه، ولكن هذه المرة تدور أحداث القضية لتستهدف مناطق مؤيديه أنفسهم.

استيقظ السوريون في يوم “السابع من شباط” على كارثة الزلزال، التي أودت بحياة مئات السوريين في مناطق النظام وآلاف الجرحى, وكان لمحافظة حلب واللاذقية النصيب الأكبر من مناطق سيطرة النظام من هذه الكارثة.

سرعان ماهرع النظام، مستغلاً زيف ألته الأعلامية للتباكي، لنقص المعدات, وعدم توفر مسلتزمات الإسعاف، والعلاج , هذا التباكي؛ دفع بعض الدول لإرسال مساعدات غذائية، ودوائية، وفرق انقاذ, بالإضافة لمساعدات مالية, منها، ومصر، والإمارات، وتونس، والجزائر، وفلسطين , متجاهلين مناطق الشمال المحرر في ادلب، وريف حلب.

هذا البذخ في تقديم المساعدات من الدول الاقليمية، والدولية، فسر على أنه عودةٌ عربيّةٌ مُعاكسة إلى سورية، عبر البوّابة الإنسانيّة, وإنتهاز للفرصة، اقدمت عليه الدول للتماهي، و مساندة نظام الأسد.

حيث يسعى نظام الأسد لإستغلال هذه المأساة لإغراض سياسية, علّها تكون طوق نجاة له من العقوبات، التي فرضتها أمريكا عليه بسبب جرائمه, علماً أن هذه العقوبات لا تشمل المواد الغذائية، والدوائية , إلا أن النظام وإعلامه، لم يتوقفوا بالضخ الإعلامي الكبير، الذي وصل لإعلاميين عرب، للمطالبة برفع العقوبات عن سورية .

تنبأ السوريون؛ بأن ماقدّم لهم من مساعدات دولية، ستكون طوق نجاة لهم, وسيتم توزيعها على المتضررين، ومراكز الإيواء علّها تقلل من معاناتهم، وتساهم في مساندتهم,

ليتفاجؤوا بإن المساعدات العينية، عرضت للبيع في الأسواق المحلية، في كلا من محافظات دمشق، وحلب واللاذقيه، وطرطوس، وحماه.

يقوم نظام الأسد وشبيحته ببيعها، وسرقة مايتم جمعه من تبرعات عينية، ومالية من قبل المحافظات, وعدم السماح بتوزيعها إلا بموافقة أمنية، ثم تسليمها للمحافظة , وحتى أن المدنيين العالقين تحت الانقاض، حتى اليوم، مايزال العشرات منهم تحت الركام بحجة عدم وجود معدات تساعد على إنتشالهم .

والحقيقة الكامنة تقول: بأن النظام لا يكترث لهم، حتى وإن كانوا من مناطق سيطرته، ومن المؤيدين له, فما يهمه الآن هو زيادة أعداد الضحايا، حتى يتم التباكي عليهم اعلامياً.

ضجت بعض الصفحات الموالية بكمية السرقات التي حصلت للتبرعات، بالإضافه لحالات التشبيح علناً من خلال رفع السلاح بوجه جمعيات, أو بعض الشبان اللذين حاولوا المساعدة، وما تلاها من سرقة التبرعات العينية، والمالية .

بعض المتطوعين من عدة محافظات عاينوا السرقات، والتسيب وعدم الأهتمام بالمدنين وضحاياهم، حيث أن العشرات مازالوا تحت الأنقاض، دون إرسال معدات لإنتشالهم.

حيث كتب أحد أبناء اللاذقيه الخاضعه لسيطرة النظام :أن مختار الرميلة “ضياء خير بيك” وصلت له معونة كبيرة فقام بإخفائها, ولم يستطع أحد من أبناء منطقته المطالبه بالمساعدات خوفاً منه، لصلته القوية بالأمن.

ليكتب “قصي” وهو أحد الشبان العاملين في جمع التبرعات العينية بمنشور له”ثلاثة ارباع التبرعات التي تم جمعها عن طريقنا لأهلنا المنكوبين، تم سرقتها، ولم يصل شيئ لهم”

وأضاف “قصي” في منشور آخر فيه لائحة أسماء بعض من سرقوا المساعدات، دون ذكر من يقوم بمساعدتهم، أو إيصالها لهم وأن علب الحليب التي تم جمعها للمنكوبين، في جبله ، والمقيمين بإحدى الملاعب تم سرقتها من المسؤولين عنهم ومديرة مدرسة “زكي جمعة” تقوم بإذلال الناس، وعدم توزيع المساعدات لهم.

لتتسائل “شام شام” عبر بوست لها “وين المصاري يلي وصلت لسورية من التبرعات الدولية، وللفنانين ، “بلشوا يسرقوا باسم هالمشحرين ولسا منقول ليش هيك صار فينا”

وكتبت صفحة أخبار اللاذقيه التابعه للنظام ” أن مختار أسطامو سرق كل المعونات، وقام بوضعها في منزله وطرد جميع الأهالي المنكوبين”

هذا ولم تتوقف المأساه هنا حيث وقع العديد من المتطوعين في استغلال وسرقة من قبل الشبيحة بإتصالات، وهمية تطلب المساعدة، وعند وصولهم يقومون بحمل السلاح، وسرقة المال، والمساعدات، وتركهم في الطريق، و أكدت “روزا العقيد” وهي بمناطق النظام بقولها” كنا طالعين مجموعة شباب وصبايا لنوزع أكل وثياب وقفونا مسلحين، ورفعوا علينا سلاح، وأخدو كلشي معنا وهالشي صار بحديقة ميسلون”

نظام الاسد، وشبيحته خلال اربعة أيام أظهروا أقبح صور لهم، من خلال استغلال أبناء مناطقهم، وضحاياهم، وجمع أكبر قدر من المساعدات العينية، والمالية، حتى يتم توزيعها فيما بينهم، ومن ثم بيعها بشوارع حلب، واللاذقيه، ودمشق،

وتحدث “محمد وهو اسم وهمي لأحد المتضررين من الزلزال وقال بوصفه لنظام الأسد” ظننا بأنهم مجرمون وبلا رحمة على أبناء الثورة, لتكون الصفعة الجديدة موجهه لمن ساندوا النظام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى