أسبوع على الزلزال والمعاناة مستمرة في شمال غرب سوريا

موقع 18 آذار : “أسامةالمقداد”
مع مرور الوقت بدأت تتضح حجم الكارثة الإنسانية، الناتجه عن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا، وشمال غرب سوريا، الإثنين الماضي.
فقد تضررت مئات المنازل في مناطق إدلب وشمالي حلب من تداعيات الزلزال، حيث باتت مئات العوائل في العراء وسط إنخفاض حاد في درجات الحرارة، لتزداد المعاناة أكثر مما كانت عليه سابقاً، في ظل عجز و عدم قدرة المنظمات المحلية عن تغطيه حجم الكارثة، والتي تحتاج لجهود دولية لاحتوائها.
“محمد القاسم” أحد الناجين من الزلزال من بلدة سرمدا في محافظة إدلب قال في حديث خاص لموقع 18 ٱذار: أن فجر السابع من شباط كان أشبه بيوم القيامة حيث اهتزت الأرض، وبدأت المنازل تتساقط على رؤوس ساكنيها.
وأضاف “القاسم” كنا نظن للوهلة الأولى أننا تعرضنا لقصف، ليتبن لنا لاحقا أن ما حدث هو زلزال مدمر خلف آلاف القتلى، وفرق الإنقاذ تسابق الزمن للعثور على أحياء.
وأوضح ” القاسم” لقد خرجنا من المنازل لا نعلم إلى أين نذهب فلا سيارات تقل الناجين، ولا نعلم من نجى من أهل البلدة، ومن هو تحت الأنقاض لنسير على أقدامنا ونجد أنفسنا بين الأشجار دون مأوى.
وتابع ” القاسم” بأن بكاء الأطفال والنساء لا ينقطع من هول الصدمة، فالجميع كان في وضع لا يمكن وصفه، فأنا كنت غير قادرا على تهدئة الأطفال، وليس في وسعي تقديم الدعم النفسى والمعنوى لهم، وذلك كان نتيجة حتمية لهول المشهد.
وأفاد “القاسم” أنهم أمضوا يوم كامل في العراء حتى وصول بعض المساعدات من المدنيين، وبعض المنظمات العاملة في المنطقة، وكانت عبارة عن بعض الخيم والطعام.
وأشار “القاسم” إن المنظمات المحلية غير قادرة على استيعاب الكارثة الكبيرة التي حصلت، لانها تحتاج لدعم أُممي لتخفيف آثارها عن المتضررين.
.وفي ذات السياق قال لنا “حمزة العلو” في شهادته لموقع 18 آذار : وهو أيضا أحد الناجين من الزلزال في مدينة سلقين في ريف إدلب، أنه بعد حدوث الهزات من الزلزال قام على الفور بإخراج عائلته من المنطقة، والتوجه لأقرب مخيم في المنطقة، ومن ثم العودة إلى مدينة “سلقين” للمساعدة في انتشال العالقين تحت الأنقاض.
وأضاف “العلو” إن مدينة “سلقين” وريفها تعرضت لدمار لا يمكن وصفه، وعلى وجه الخصوص قرى الحمزيه وقرية بتّيه وعزمارين.
وأشار “العلو” إلى فيضان نهر العاصي بعد حدوث صدع في سد التلول، مما تسبب في إغراق المياة للمنطقة، ونزوح كامل لأهالي قرية التلول، والمخيمات القريبة منها.
ومن جهة أخرى قالت الدكتورة “فاتن رمضان ” مديرة منظمة بلا قيود لموقع 18 آذار: واصفةً الوضع على الأرض بأنه كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عشرات الآلاف من الأهالي يفترشون العراء في هذا الطقس السيء لفقدانهم لمنازلهم، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.
ونوهت “رمضان” إلى االمناطق الأكثر تضررا في جنديرس و ريفها و ريف إدلب ( سرمدا – الاتارب – حارم – سلقين …. )
وحول المساعدات التي تم تقديمها للمتضررين ردت “رمضان” بأن عمليات توزيع المساعدات مع الأسف قليلة جدا، و لا ترقى للحاجة الهائلة لعدد العائلات المتضررة نتيجة للزلزال المدمر، و الإمكانيات الإدارية و التنظيمية للمنظمات، و الكيانات التي تدير عمليات توزيع هذه المساعدات، لا تتناسب إطلاقا مع حجم الكارثة، و مع العدد الهائل من العائلات المتضررة، و التي تحتاج لحلول اسعافية عاجلة.
وأضافت “رمضان”: أن المنظمات المحلية غير قادر على استعاب حجم الكارثة وذلك نظراً لحجم المصيبة التي تسبب به الزلزال المدمر على عدد كبير جدا من سكان هذه المناطق، بالإضافة لتأخر وصول المساعدات لمناطق شمال غرب سوريا.
وأشارت: إن المنظمات المحلية بحاجة لدعم أُممي كبير من أجل تأمين مراكز إيواء بشكل عاجل مجهزة بأساسيات الحياة ( تدفئة – طعام – لباس – مرافق صحية ) في كل المناطق المتضررة.
وأكدت “رمضان”: على ضرورة تأمين كوادر طبية متنقلة للتعامل مع مراكز الايواء، و العدد الهائل من الاحتياجات الطبية المستعجلة.والجدير بالذكر أن منظمات سورية عاملة في الشمال السوري ناشدوا الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة الدولية بالتدخل العاجل من أجل تأمين المأوى للمتضررين منذ اليوم الأول، لكن المساعدات لم تدخل إلا بعد مرور خمسة أيام عن وقوع الزلزال، إلا أن المساعدات التي دخلت لا تترقي لحجم الكارثة التي وقعت.