سياسي

اللواء الثامن؛ إنتهاكات مستمرة، وفقدان للحاضنة الشعبية  

موقع 18 آذار – عبد الجواد العامر.

عمل اللواء الثامن على ترسيخ فكرة مفادها؛ بأن تقديم التنازلات وتبعيته المعلنة لشعبة الأمن العسكري, لم تكن سببا في تغيير إيدولوجيتة المناصرة للثورة السورية, و ماهذه التغييرات؛ إلّا تماهياً مع الواقع، بهدف الحفاظ على كيان يضمن تقديم المصلحة العامة، وتأمين الحماية لإبناء المحافظة من بطش الميليشيات الشييعية، وفروع النظام الأمنية.

في حديثه لموقع 18 اذار قال الخبير العسكري: رافضاً ذكر إسمه الصريح؛ لدواعي أمنية, وهو ضابط منشق عن قوات النظام.

بأن رواية اللواء الثامن، والتي قدّم نفسه فيها بصورة المخلص للمعارضين من بطش قوات النظام, لاقت قبولاً ورواجاً في بادئ الأمر عند بعض العامة, لكنها لم تلبث طويلاً حتى تحوّلت إلى موضع للشك, بعد ممارسات إنتهك فيها عناصر اللواء المذكور كرامة العديد من المدنيين, والتي كانت كفيلة بنقض روايته التي سعى جاهداً لتنميتها في صدور مناصريه، وغيرهم من أبناء محافظته.

ويقول “العقيد المنشق” بأن هاجس الإستدارة من قبل القوات الروسية الداعم الأكبر للواء الثامن لابدّ أن يبقى حاضراً في عقول قياداته, ولذلك لابدّ من السعي الدائم للمحافظة على الحاضنة الشعبية، والتي ستكون بمثابة الضامن لإستمراره إن ماتغيرت الظروف والتوافقات الدولية, والتي تشكل اللواء الثامن بسببها.

ويضيف “الضابط المنشق” بإن الحاضنة الشعبية بدأت شيئاً فشيئاً تصاب بالتصدع؛ بفعل ممارسات المجموعات التابعة للواء الثامن, والتي تمضي في ممارسة العديد من الإنتهاكات بحق المدنيين, وتعود بداية هذه الإنتهاكات الى بداية عهد تشكيله بدعم روسي منتصف العام 2018 بعد توقيع إتفاق التسوية.

والتي أفضت لتشكيل اللواء الثامن” كأكبر مجموعات “التسويات” مع النظام، والمجموعات المحلية المسلحة في الجنوب السوري.

هل اللواء الثامن يكيل بمكاييل مختلفة, وينتهز الفرص لتحقيق مصالح غير معلنة؟

تابعنا مؤخراً ماقامت به مجموعات اللواء الثامن بحملته التي داهم فيها أوكار مهربي، ومروجي المخدرات, وتزامنت هذه الحملة من قبيل الصدفة بوجود بيئة دولية؛ تريد وضع مشاريع، تحارب فيها تجّار المخدرات؛ بسبب تاثيرهم على السلم الدولي والاقليمي, وهذا ما قرأ من قبل متابعين بإنه إنتهاز من اللواء الثامن لفرصة يبحث فيها؛ بأن يكون فيها كقوة يعتمد عليها في مكافحة تهريب المخدرات, مستفيداً من موقع تواجده الجغرافي , وذلك حسب ما قال الخبير العسكري.

وبالعودة إلى ذروة العملية التي أطلقها اللواء الثامن، والتي دارت غمارها في بلدة أم المياذن في ريف درعا الشرقي, في الشهر المنصرم والتي أراد بها اللواء الثامن ملاحقة لكل من “فايزالراضي” و”إسماعيل القدّاح” وذلك بسبب عملهم في تجارة وتهريب المخدرات, وضرورة ملاحقتهم وكفهم عن مزاولة أعمالهم التي تعود بالضرر على المجتمع المحلي.

يقو مراسل موقع 18 اذار: بأن إحدى المجموعات والتي يقودها “كاسر القداح” والتي تعد من المجموعات الصميمية، وعصب قوة اللواء الثامن, تدخلت بشكل مغاير كقوة حليفة ل”اسماعيل قداح” و قلبت موازين القوى، وحطمت هدفاً كان آيلا للسقوط, وإنتهى الأمر بتأمين الحماية ” لإسماعيل القدّاح”.

يضيف مراسلنا؛ بأن حملة اللواء الثامن في ملاحقة تجار، ومروجي المخدرات إنتهت.

و أفضت إلى عملية إغتيال أودت بحياة ” فايز الراضي” في بلدة الطيبة في ريف درعا الشرقي,

و كما أن الملاحق الأخر وهو “اسماعيل القداح ” مروج ومهرّب المخدرات, كما دأب على وصفه قادة مجموعات اللواء الثامن في بداية الحملة, حظيَّ بالحماية المطلقة وتأمين سلامته من قبل مجموعات تتبع لنفس اللواء, وهذا ما أثار الشكوك، واثار التساؤلات من قبل الحاضنة, لسلوك غير مفهوم، وفي ظل غياب للمسائلة لمرتكبي الفعل , ودون تبرير منطقي من قبل كيان عسكري يفترض أن يكون قائماً على حكم مركزي؛ يعمل بتراتبية هرمية تحددّ فيه المسؤوليات و تعرف ضوابطه، فوجب التعامل معها, ونواهيه فلابد من تجنبها.

 

توقف حملة اللواء الثامن في محاربة تجار، ومروجي المخدرات أيضاً لم يكن مفهوماً، وعلى وجه الخصوص بأن كبار، وتجار المخدرات مازالوا يمارسون أعمالهم في الجنوب السوري، دون توقف، وعلى مرأى من الجميع,

فلماذا هذا التوقف الذي أثار صوتاً كان خافتاً؟!

يهمس بأن هذه العمليات جاءت تحاملاً من اللواء الثامن، على بعض من يعطلون أعماله في عمليات التهريب نفسها, ووجد في محاربتهم ضروروة حتميّة لإستمرار مكاسبه, و متحصناً بذريعة الحفاظ على السلم الأهلي، والمجتمعي في ملاحقة من يهددهما.

 

إنتهاكات اللواء الثامن مستمرة، 

وهذا ما من شأنه أن يترك انطباعاً بإنتهاجه نهج الأفرع الأمنية التابعة للنظام والتي حاربها يوماً.

كان من ضمن هذه الإنتهاكات؛ هو قيام مجموعة تتبع للواء الثامن بتغييب شخصيات مدنية، ليس هناك أيّ مبررات منطقية للقيام بإعتقالها, حيث أنه وفي “كانون الثاني /يناير”

إقتحمت مجموعة محلية تتبع للواء الثامن بلدة “المتاعية في ريف درعا الشرقي” وحاصرت عدّة منازل في البلدة، وإعتقلت 5 شبان اطلقت سراح اثنين منهم مؤخراً.

 

الأسباب التي دفعت اللواء الثامن للقيام بهذه الإعتقالات؛ كانت للضغط لتبديل المعتقلين, بمعتقل لدى محكمة أعزاز في الشمال السوري , “يتبع هذا المعتقل للواء الثامن”

 

وأنزلت المحكمة حكماً يقضي بالإعدام مع وقف التنفيذ, وكان سبب إعتقاله ادّعاء عليه لمشاركته في تعذيب شخص قتل على أيدي عناصر اللواء الثامن, ، و إعترافه بمشاركته في إقتحام المتاعية في تموز 2021، وعمله ضمن أمنية سجن العقاب في بصرى الشام.

ضرب “أحمد العودة” قائد اللواء الثامن, مطالب ومساعي وجهاء محافظة درعا بإطلاق سراح المحتجزين, عرض الحائط واستمر في إحتجازه للمعتقلين, في تحديّ جديد لحاضنته، وجمهوره الذي من المفترض أن ينصاع لمطالبه.

 

إعتقال الإعلامي “عمران العيسى” في ضروف إحتجاز تغيّب عنها الشفافية.

 

يقول مصدر مقرب من اللواء الثامن: بإن إنتهاك اخر يضاف إلى قائمة الإنتهاكات التي قام بها اللواء الثامن, لكن هذه المرة لم تكن بعيدة عن شخصيات تتبع له, و كانت لشخصية إعلامية؛ تبين من إستقراء السيَرة المهنية له, بأنه عضو رئيسي وقطعة فاعلة في دورة ماكينته الإعلامية, وأدانت بالتبعية المطلقة لهذا اللواء, وتبنيها رؤيته على علم أو دون ذلك.

ويضيف المصدر بأن الأعلامي “عمران العيسى” قد جرى إعتقاله في الشهر المنصرم من قبل قوة أمنية تتبع للواء نفسه, وتعرض لأشد انواع التعذيب، وليتم تبرير إحتجازه، واعتقاله بسبب تواصله مع جهات خارجية حسب تصريحات مقتضبة.

 

وبحسب نفس المصدر بأن الذريعة التي تحصن بها اللواء الثامن في إعتقاله ل”العيسى” أثر موجة عارمة من التهكمات والسخرية, إذ أن قائد اللواء الثامن “أحمد العودة” يقوم بجولات مكوكيّة يلتقي فيها مع جهات متنوعة إقليمية ودولية, فهل تواصلاته مشروعة, وغيرها لاترتقي لأن تتبوء عتبة القانونية, وتعرّض أصحابها لملاحقات من هذا النوع.

 

في إنخل في ريف درعا الشمالي, وثّقت إنتهاكات أيضاً.

 

مراسل موقع 18 اذار قال: بأن إشتباكات اندلعت بين عناصر اللواء الثامن بقيادة”عبدالحكيم العيد” الملقب ب ” أبو الحكم” وأشخاص من مدينة إنخل يقودهم المدعو “منيار الحايك” يتهمهم اللواء بالقيام بعمليات سرقة، وتشليح، وقطع الطرقات في المدينة.

 

يضيف مراسلنا؛ بأن اللواء الثامن يسعى نشر الأخبار المعجونة بالتعمية، والمختلطة بالتهويمات وهذا من شأنه بث ضباب داكن يعيق الرؤية أمام الحاضنة الشعبية, وأن ماتذرع به اللواء الثامن لإضفاء الشرعية على عمليته في مدينة انخل, نفاه مقربون، حيث ردوا بإن ما أقدم عليه “أبو الحكم” هو إستغلال للسلطة والنفوذ يراد بها تصفية خلافات عشائرية قديمة.

 

اخيراً فقد حظيّ اللواء الثامن على مر السنين على ثقة شريحة كبيرة من أبناء الجنوب السوري,

وأن السير قدماً في الترفّع و عدم التعاطي مع الحاضنة التي تحوي بوعيها الجمعي حضارة عمرها آلاف السنين, من شأنه أن يكون سبباً في إنحدار الثقة الممنوحة له, وكما أنه من المحتمل أن نظام الأسد يقف في تغذية إنفصال الحاضنة عن ممثلها فلابدّ من الوقوف على ذلك قبل فوات الأوان، تنتهي بنهاية اللواء نفسه, على أيادي من كانوا له عوناً وسبباً في تصدره.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى