مابين جمعية وهلال ضاع البر والتقوى

موقع 18 آذار – سارة الأحمد
منذ بداية الثورة، وتهجير مئات العائلات من مناطق حوران إلى مدينة درعا؛ تكفّل الهلال الأحمر بتقديم معونات لكل عائلة، يتم تسليمها لمستحقيها كل شهرين، و تتضمن عدد من المواد الغذائية، استمر الوضع لمدة خمس سنوات.
بعدها؛ تم فصل المعونات، وتقسيمها مابين جمعية “البر والخدمات الاجتماعية، والهلال الأحمر” فعائلات درعا المحطة تأخذ حصتها من الجمعية، أمّا النازحون من أرياف درعا فيتّم تسليمهم من الهلال الأحمر.
عانت عائلات كثيرة محتاجة من الحرمان من الحصص الغذائية؛ بسبب التسليم لعائلات غير محتاجة بالإضافه؛ لسيطرة الضباط في مليشيات نظام الأسد على عمليات التوزيع، وحصولهم على معونات بشكل شهري، وحصول العساكر أيضاً وإرسالها لعوائلهم في محافظاتهم، أو بيعها في مدينة درعا.
فأصبح الفساد والإحتيال شعار كل منهما، ولم تعدّ جمعية البر والخدمات الاجتماعية لها من إسمها نصيب، ولم يعد الهلال الأحمر منظمة إنسانية.
السيدة “رؤى الزعبي” قالت لموقع 18 آذار: لم أحصل على معونات من الجمعية سوى مرتين؛ بعدها تم إخباري بضرورة إعادة الإستبيان الخاص بعائلتي.
وأضافت؛ تحدثت مع المسؤول عن التوزيع فكان جوابه؛ أن هناك إعادة تعبئة الاستبيان لجميع العائلات، وأنه يجب أن أنتظر الموافقة من دمشق بعد إرسالهم للمعلومات، ليتم إعادة التوزيع لي.
وأفادت؛ إن جارتها والتي تملك ثلاث منازل تأخذ بشكل شهري هذه المعونات.
“مصطفى ناصر” أحد سكان مدينة درعا يؤكد ماقالته السيدة رؤى الزعبي؛ وأنه لم يستلم مخصصاته لعدة أشهر من الهلال، في حين جارته تستلم بشكل شهري لأن أختها موظفه في الهلال الأحمر، ويتم بيع ماتستلمه في محل زوجها للسمانة.
موظف بجمعية البر والخدمات الإجتماعية بدرعا تحدث لموقع 18 آذار بقوله: كانت الموافقة للكثير من العائلات تأتي فيتم إخفائها عنهم، وعدم إرسال رسالة إستلام لهم حتى يتم الحصول على حصصهم وبيعها، أو إعطائها لمعارف وأقارب المسؤولين بالجمعية او لاقارب بعض الموظفين وقسم للضباط.
وأضاف الموظف الذي رفض الكشف عن هويته؛ أنه منذ بداية استلام دفاتر العائلات من أجل تسجيل المعلومات الخاصه بهم للإستبيان، يكون معنا عنصرين تابعين لفرع الأمن العسكري في مليشيات نظام الأسد من أجل تفييش الهويات، و معرفة المطلوبين من رجال ونساء.
و أردف؛ إنه في كثير من الأحيان كنا نخبر بعض الأشخاص المطلوبين للافرع الأمنية بعدم التوجه إلى الجمعية حتى لا يتم إلقاء القبض عليهم.
وأكدّ الموظف؛ أنه منذ شهر تم إكتشاف إختلاس أموال وفساد إداري في جمعية “البر والتقوى” فتم إيقاف عملها تماماً وتحويل الإستلام لجميع العائلات في المدينة للهلال الأحمر.
وأفاد؛ إن التوزيع أصبح يتم من خلال رسالة تصل لكل عائلة بموعد قدومها لمركز الهلال الأحمر، مصطحبة دفتر العائلة، وإدخال المعلومات المطلوبة على الحاسب الآلي ليتم لاحقاً تحديد موعد للتسليم.
فساد الجمعية وموظفيها ومسؤليها بات أمراً لم يعد تغطيته ودون أي محاسبة لما فعلوه عبر سنوات تم قرار إغلاقها، ومنظمة الهلال الأحمر ليست أقل فساداً منها إن كان فساداً أخلاقياً أو مالياً لكنها تعمل تحت أوامر من النظام، وفروعه الأمنية وضباطها مستفيدين من وجودها تحت مسمى منظمة إنسانية في دولة نظام لا إنساني.