سياسي

مسلسل الإغتيالات في محافظة درعا مستمر

موقع 18 آذار -أسامة المقداد

استمرت الوتيرة المتصاعدة في عمليات ومحاولات الإغتيال في محافظة درعا، رغم إبرام إتفاقية التسوية، والتي إنتهت بسيطرة قوات النظام على محافظة درعا في شهر أغسطس/ آب 2018, و تسجّل محافظة درعا من أربع إلى ست عمليات إغتيال في اليوم الواحد, وقد طالت عدداً كبيراً من الأشخاص من بينهم تجّار مخدرات، وعصابات السرقة والتشليح، ورجال مصالحات, وعناصر سابقين بالجيش الحر, وسجّلت الأيام الآخيرة تصفية ممنهجة لهم في ظل توترات أمنية متسارعة.

وفي التفاصيل؛ تمكّن فريق التوثيق في موقع 18 آذار من تسجيل 33 عملية ومحاولة إغتيال في عموم محافظة درعا خلال الأسبوعين الفائتين , أسفرت تلك المحاولات عن مقتل 18 شخص من محافظة درعا, بينما أصيب العشرات بجروح تفاوتت خطورتها بين البالغة، ونقيضها جراء تلك العمليات.

“عمليات الإغتيال تتوسع ضمن درعا وأصبحت تطال الجميع ”

الجنوب السوري تحول إلى ساحة لتصفية الحسابات عن طريق الاغتيالات بمختلف طرائقها، وموجَّهة ضد أشخاص متعدِّدي التوجهات والإنتماءات، وفي حديث خاص لموقع ” 18 آذار” مع العميد الركن د “عبد الله الأسعد “وهو رئيس مركز رصد للدراسات الإستراتيجية قال: أن من يقف خلف عمليات الإغتيال، والتي تطال قيادات وعناصر وناشطين من المعارضة في محافظة درعا ممن رفضوا الرضوخ الإنصياع لنظام السوري, يقف خلفها أجهزة النظام الأمنية حيث عملت تلك الاجهزة على وضع خطط شهرية للإجهاز وتصفية المعارضين على إختلاف انتمائاتهم.

وأما عن استهداف تجّار ومروجي المخدرات في الفترة الأخيرة؛ أفاد “الأسعد” بأنه وبلا شك بأن أبناء الجنوب السوري هم أكبر المتضررين من تجارة وترويج المخدرات, وفي سعيهم للحد من تلك المخاطر, فإن بعض المجموعات المحلية، والمشكلّة من بقايا المعارضة السابقة , والتي تهدف للحفاظ على ترابط نسيج المجتمع في الجنوب السوري , عملت على تضافر جهودها ضد قوات النظام، والميليشيات الإيرانية، والتي تنشط بشكل رئيسي في تجارة المخدررات، التي غزت البيوت والمدارس والجامعات .

وأضاف ” الأسعد” أن نظام الأسد عمل على تطوير اقتصاد الحرب، و التي تتضمن في احد أشكالها تأسيس شبكات محلية تديرها شخصيات من عملاءه بهدف تجارة المخدرات, والتي تعدّ الرافد الرئيسي لخزينة نظام الأسد في ظل العقوبات المحدقة بنظامه.

وبحسب “الأسعد ” في قرائته لتعقيدات مستقبل المشهد بما يخص تجار و مروجي المخدرات, وعلى وجه الخصوص بعد التقارب العربي الآخير؛ وسعي الحكومات العربية لإعادة نظام الأسد للحضن العربي, على حد وصف تلك الحكومات, فقد نشهد تغيراً نسبياً وذلك رضوخاً , للشروط التي تم وضعها من قبل الدول العربية وكان في مقدمتها؛ الحدّ من تجارة المخدرات وخاصة المنطقة الجنوبية , لذلك الآن سيعمل نظام الأسد على عمليات الترويج و التظاهر بقيامه بعمليات من شأنها الإجهاز وضبط عمليات الاتجار، وترويج المخدرات, وهذا ما من شأنه ان يقلل هواجس تلك الدول المطبعة مع نظام الأسد, فيما تجدر الاشارة بأن جميع تجار ومروجي المخدرات هم منتسبون لأجهزة النظام ومليشياته.

“المستفيد من عمليات الإغتيال ”
وحول المستفيد الأول من عمليات الاغتيال ضمن المحافظة أكد “الأسعد” طبعا دون أي أدنى شك فأن النظام وأجهزته الأمنية هم المستفديون من تصاعد عمليات الاغتيال؛ لأن معظم هذه العمليات هو من ينفذها، ويسعى لإيصال رسالة أن الجميع المناطق التي ستبقى خارج سيطرته الكامل ستبقى في حالة فلتان أمني، وأن أجهزته الأمنية هي المخّلص والمنقذ للمنطقة من هذه الحالة.

وأردف “الأسعد” أن النظام سيحاول التخلص من كل العناصر الذين انضموا إليه بعد تسوية 2018 والذي انخرطوا ضمن أجهزته الأمنية، ويعملون الآن تحت إشرافه وينفذون آوامره لأنهو باعتقاده أن التخلص منهم واجب .

والجدير بالذكر أن موقع 18 آذار؛ كان قد نعى خلال الأسبوع الفائت أحد المراسلين في الريف الغربي من محافظة درعا وهو الشاب “أحمد الساعدي” بعد أن إستشهد في عملية إغتيال نفذها مجهولون في بلدة المزيريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى