قصف متبادل بين القوات الاسرائيلية ومليشيات موالية لإيران في الجنوب السوري

موقع 18 آذار – عبدالجواد العامر
على مسرح الجنوب السوري، وفي تصعيد يعد إستثنائيا بين قوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة، والفصائل الموالية لإيران من جهة ، فقد شهدت المنطقة أمس يوم السبت تبادلاً للقصف.
و في أعقاب إطلاق قذائف صاروخية بإتجاه الجولان المحتل, لم يألف أطلاقها منذ ما يربو عن الخمسين عاماً, فقد قامت الفصائل الموالية لإيران، وعلى رأسها “لواء القدس” بدعم من جيش النظام السوري, مساء أمس السبت بعمليات قصف طالت مواقع اسرائيلية في الجولان المحتل.
مراسل موقع 18 آذار قال: بأن لواء القدس وهو من الميليشيات الممولة من إيران، وفي مساء يوم أمس السبت , قام بإطلاق دفعتين من الصواريخ من داخل الأراضي السورية بإتجاه هضبة الجولان، حملت كل دفعة ثلاثة صواريخ، سقط منها إثنان في منطقة مفتوحة بالجولان المحتل، وواحد عند خط وقف إطلاق النار.
مراسلنا أضاف؛ بأن الرد الاسرائيلي على مصادر اطلاق القذائف الصارخية لم يتأخر, ليكون ذلك في فجر الأحد عبر طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت منصات إطلاق الصواريخ، التي استخدمت لإطلاق القذائف الصاروخية, وكما وسع الجيش الاسرائيلي رده لتقوم طائرات حربيية إسرائيلية بإستهداف عدة أهداف في ريفي درعا والقنيطرة, ليتم إستهداف كلّا من اللواء 52 بالقرب من مدينة الحراك، وموقع كتيبة رادار تل الخاروف شرقي بلدة ناحته في ريف درعا الشرقي, ومركز عمليات اللواء 90 في القنيطرة.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان كشف فيه عن الأهداف التي أغار عليها في سوريا، ومن بينها مجمع عسكري تابع للفرقة الرابعة، بالإضافة إلى رادار ومواقع مدفعية تابعة للجيش السوري .
وأضاف؛ أن هذه الغارات تأتي رداً على إطلاق القذائف الصاروخية من داخل الأراضي السورية بإتجاه إسرائيل.
وقد يبدو بأن السبب الظاهري في هذا التصعيد، الذي قامت الميليشيات الإيرانية المنتشرة في الجنوب السوري, رداً على ممارسات قوات الإحتلال الإسرائيلي, بتنفيذ إقتحامات متكررة داخل المسجد الأقصى, ووقوع إشتباكات في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة, لكن الذريعة التي تذرعت بها الميليشيات الإيرانية، قد كانت موضع تشكيك، ويراها مراقبون بإنها تندرج ضمن التنسيق الكبير و المصالح المتبادلة بين الطرفين لمساعي “حكومة نتنياهو” برفع طوق المعارضة الداخلية الاسرائيلية عنها, وانهاء أزمة الحكومة الاسرائيلية والتي سيكون تصدير حرب خارجية مع إيران هي طوق النجاة لها, بينما تطمع إيران في حربها الأنية بمباركة اسرائيلية تحمل في مضمونها وعود اسرائيلية، غير معلنة تتلخص بغض الطرف مستقبلاً عن تواجدها في الجنوب السوري, فضلاً عن وعود بمرونة دولية في التعاطي مع الملف النووي الإيراني.
كان لابد لحكومة نتنياهو من افتعال حرب تلهي المتظاهرين عن مطالبهم، فأوعز الى حلفائه الايرانين لاطلاق شرارتها، وبالتالي ستتوفر البيئة المناسبة للخروج من الأزمة السياسية الداخلية, والتي عصفت بالبلاد على خلفية جهود الحكومة نفسها بتقليل هامش الحريات و تأسيس نظام ديكتاتوري، والإنتقال من ديمقراطية شكلية إلى نظام حكم ديكتاتوي يتوائم مع دول الجوار والتي يرد مركزية القرار فيها لإيران الخليفة، وإعتبارها كدول مُحتلّة ترتهن في قرارها لإيران التي تمتلك قراراً التصعيد في الوقت والزمان الذي تريده، في حين لاتجرؤ حكومة النظام الا باطلاق بيانات تتحفظ فيها على حق الرد على الاعتداءات المتكررة التي تستهدفها.
أخيرا فان الاستيطان الإسرائيلي يشكل دورا في تنامي التهديدات المتتابعة ضد الفلسطينين ومن شأنه اندلاع مواجهات دموية مقبلة في الأراضي الفلسطينية، ولابد من ادراك اهمية دول الجوار في كبح جماح العدو و دراستها والبحث في أشكال تطبيقها، لكن إن مابقيت دول الجوار تحت هيمنة القرار الايراني، فلن يكتب للقضية الفلسطينة أن تبصر النور، ولن نخرج من اطار المعارك الوهمية كالدائرة حاليا، و التي يراد بها تعزيز مصالح استراتيجية، وتحقيق منافع متفق عليها.