تمرد عصابة فاغنر وتأثيره على مكانة روسيا على المستوى الدولي وفي المنطقة العربية

موقع 18 آذار – خالد المسالمة
تشهد روسيا حالياً أحداثاً مهمة وحاسمة تتعلق بتمرد عصابة فاغنر، وهي العصابة التي تعمل لصالح النظام الروسي في مناطق عدة بما فيها سوريا وأوكرانيا.
وخلال الأيام الماضية، شهدت المنطقة الحدودية بين روسيا وأوكرانيا تصعيداً عسكرياً من قبل عصابة فاغنر التي تسيطر على عدة مناطق في إقليم لوهانسك ودونيتسك.
تمرد عصابة فاغنر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح حديث الساعة في الأيام الأخيرة، ويعكس هذا الحدث الأزمة الحادة التي تواجهها الحكومة الروسية وبوتين شخصيًا.
وبالإضافة إلى التأثير المحتمل على السياسة الداخلية لروسيا، فإن هذه الأحداث قد تؤدي إلى تقليص نفوذ روسيا وتراجع مكانتها على المستوى الدولي.
وفيما يتعلق بالمنطقة العربية، فإن الأوهام التي كانت تسوقها روسيا فقدت مصداقيتها بسبب الأحداث الأخيرة في روسيا، ومع ذلك، لا يزال من غير المعروف تمامًا كيف سيؤثر هذا الحدث على سلطة بوتين وموقف روسيا في المستقبل.
وفي هذا السياق فقد تحدث الدكتور خالد المسالمة لموقع 18 اذار عن النتائج الأولية لتمرد فاغنر ضد بوتين، وأشار إلى أن هذا التمرد كشف عن ضعف في القوات الروسية في عدة جوانب، وتم تفصيل هذه الجوانب في عدة نقاط وهي.
أحداث التمرد التي قادها مجموعة فاغنر ضد القوات الروسية، أظهرت ضعف وهشاشة القيادة السياسية والعسكرية لبوتين للدولة الروسية، وتم تحطيم بذلك هيبة وصورة القيصر الروسي التي حاول بوتين طوال فترة حكمه رسمها وتأكيدها حول نفسه وحول قيادته.
وأظهرت تلك الأحداث ضعف وتصدع القوات المسلحة الروسية على جبهات القتال، وكشفت بأن القوى المسلحة الروسية هي مجموعة من العصابات المتناقضة والمتصارعة، كالجيش النظامي وقوات ومرتزقة فاغنر ومرتزقة الشيشان واحمد قديروف ومرتزقة الشبيحة من سوريا وغيرهم من انواع المرتزقة ، وعززت هذه التطورات ثقة الشعب والقوات المسلحة الأوكرانية بانفسهم، وفي قدرتهم على النصر وطرد الغزاة الروس من أراضيهم.
أعادت هذه الأحداث روسيا إلى حجمها الطبيعي على المسرح الدولي، كدولة متوسطة القدرات، وبعيدة عن ان تكون قوة دولية عظمى تقود قطبا دوليا ينافس الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، تلك التي سعى وعمل بوتين طوال فترة حكمة لتأكيدها في ذهنية الشعوب الروسية وشعوب العالم، وخاصة بعد الجرائم التي اقترفها الغزاة الروس في سوريا أثناء الغزو الروسي الهمجي لسوريا عام 2015، عبر تدمير المدارس والمشافي والمدن والقرى السورية على رؤوس أطفالها وساكنيها، وتجريب 360 نوع من الأسلحة بدماء السوريين .
وقد خسرت قوى محور الشر والجريمة المنظمة في المنطقة العربية، عصابة بشار الأسد وحزب الله وايران وشلة الممانعة، الورقة الوحيدة التي بنوا ادعاءاتهم وتسويق الاوهام للمستقبل، وتبرير جرائمهم ضد الشعب السوري وشعوب المنطقة على مقولة وقاعدة انهم حلفاء لقوى عظمى صاعدة، يقودها بوتين والاتحاد الروسي، تلك الأوهام التي عرفت “بتعدد القطبية الدولية”. وقد فقدت هذه الادعاءات والاوهام اي مصداقية واي أرضية حقيقية، وهم يرون بأم أعينهم وسلطة المجرم بوتين تهتز بقوة من الداخل، وتتصدع جميع الاعمدة التي بنيت عليها امبرطورية الشر والعدوان والوهم الروسية.
اذا ما عرف ان التواجد الروسي، والحضور الروسي خارج الاتحاد الروسي كانت ولازالت ممثلة بقوات عصابة فاغنر القتلة.
ومن خلال تواجد وانتشار قوات المرتزقة الروس تلك في عدد من الدول الاسيوية والافريقية، وخاصة في الدول والمناطق المتوترة، في سوريا والسودان وليبيا ومالي وغيرها، كان بوتين يؤكد الحضور والتاثير الروسي على المسرح الدولي. والأحداث الاخيرة في روسيا نسفت وحطمت إلى حد كبير هذا المكسب والبعد الدولي للدولة الروسية.
وختاما فان الاشهر والزمن القادم ينبئ بتصدع سلطة بوتين، قاتل أطفال سوريا واكرانيا، شريك الغزاة الفرس، عصابة ملالي طهران، وحامي المجرم بشار الأسد وعصابته.