الهجرة الغير شرعية من شمال غرب سوريا إلى تركيا، البحث عن الأمان والاستقرار

موقع 18 آذار – هاني الحريري.
تشهد مناطق شمال غرب سوريا حالة من الاضطراب والصراع المستمر، مما يجعل الأشخاص في هذه المناطق يعانون من ظروف صعبة ويبحثون عن حياة أفضل، ومن بين الخيارات التي يلجؤون إليها، هي الهجرة الغير شرعية إلى تركيا، والتي تشكل خطرًا على حياتهم وترتب عليها تحديات ومخاطر كثيرة.
وتعود أسباب الهجرة الغير شرعية من شمال غرب سوريا إلى عدة عوامل، أهمها الوضع السياسي والأمني السيئ في سوريا، حيث يتعرض الأشخاص في هذه المناطق للقصف والاعتقال والترحيل القسري، ويشعرون بعدم الأمان والحاجة إلى البحث عن حياة آمنة ومستقرة.
وتشير الإحصائيات إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة في سوريا تعد أيضًا عاملاً رئيسيًا في دفع الأشخاص للهجرة، حيث يصعب عليهم تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الطعام والمأوى والرعاية الصحية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن البعض يسعى للعثور على وسائل حياة أفضل في تركيا وأوروبا بحثًا عن الخدمات الأساسية والفرص الاقتصادية.
كما أن الحرب الدائرة في سوريا، كانت سببا في تأثر البنية التحتية والخدمات الأساسية بشكل كبير، وخلف الدمار والخراب في كثير من الأحيان، وأصبح من الصعب الحصول على الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والرعاية الصحية، بالإضافة إلى عدم وجود فرص العمل التي تسد رمق العوائل وتوفر سبل العيش لهم، وهذا ما يدفع البعض إلى السعي للعثور على وسائل حياة أفضل في تركيا وأوروبا، حيث تتوفر هذه الخدمات بشكل أفضل وأكثر كفاءة.
و تتضمن الهجرة الغير شرعية العديد من المخاطر والتحديات التي تؤثر على سلامة الأفراد، وكما أن لها إنعكاسات سلبية على المجتمعات المحلية، فتتضمن هذه المخاطر المخاطر الجسدية والقانونية التي يتعرض لها الأفراد أثناء رحلتهم، إضافة إلى تأثيرها السلبي على المنطقة المحلية بتفريغها من سكانها وتساهم في التغيير الديموغرافي الممنهج الذي تتبعه المليشيات الإيرانية والروسية على وجه الخصوص في تعاملها مع المكون السني.
و بجانب معاناة المهاجرين خلال رحلتهم الشاقة، يفرض عليهم أيضاً أعباء مالية تُثقل كاهلهم وتعكر صفو حياتهم. تختلف هذه التكاليف حسب الطريقة التي يختارونها للهجرة؛ فالطريق العسكري يتطلب دفع تكاليف تتراوح بين ألف دولار على الأقل وتصل إلى ألف وخمسمائة دولار كحد أقصى، وأما طريق التهريب العادي فيكلف المهاجرين ما بين أربعمائة وسبعمائة دولار، مما يجعلها أعباء مالية جسيمة تنال من جيوبهم المنهوكة.
على الرغم من أن الهجرة الغير شرعية تحمل العديد من المخاطر والتحديات، إلا أن الأشخاص في مناطق شمال غرب سوريا يجدون فيها خيارًا وسيلة للخروج من حالة الاضطراب والصراع المستمرة في بلادهم.
ومع ذلك، فإن الحكومات والمنظمات الدولية يجب أن تضع في اعتبارها المخاطر التي تحملها الهجرة الغير شرعية وتعمل على توفير الدعم والمساعدة للأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية والرعاية، ويتعين عليهم التعامل مع هذا الأمر بحذر وبموجب القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية لتحقيق الأمان والاستقرار للأشخاص الذين يشعرون بالحاجة إلى البحث عن حياة أفضل في مكان آمن ومستقر.