تصاعد التوتر والانتهاكات الأمنية في مدينة طفس وتأثيرها على الإنتاج الزراعي والاقتصاد المحلي

موقع 18 آذار – عبدالجواد العامر.
تشهد مدينة طفس في ريف درعا الغربي توترًا أمنيًا منذ حوالي العشرة ايام، حيث لا تزال قوات النظام تقوم بانتهاكات متكررة تجاه المدنيين ولاتزال تلك القوات متمركزة على تخوم المدينة،.
وحيث أن النظام لم يلتزم بتعهداته السابقة تجاه وجهاء المدينة، حسب مقررات الاجتماع الأخير الذي جمعهما، والذي تم الاتفاق فيه على انسحاب قوات النظام من الأطراف الجنوبية للمدينة وتأمين عودة المزارعين إلى أراضيهم للعناية بها وممارسة أعمال الزراعة.
وذكر مصدر مطلع، لموقع 18 اذار الذي رفض الكشف عن هويته، لأسباب أمنية، أن المجموعات التي طالبها النظام بمغادرة مدينة طفس كشرط لوقف العمليات العسكرية في المنطقة قد غادرت المدينة بالفعل، ولكن النظام لم يغادر المدينة ولم يتوقف عن ارتكاب انتهاكاته ضد المدينة وسكانها.
مراسل موقع 18 اذار يقول بأن قوات النظام مستمرة في انتهاكاتها تجاه المدينة وساكنيها حيث أنها أقدمت ليلة أمس على تفجير بناء جديد على طريق درعا – طفس بعد تفخيخه، في وقت متأخر من ليلة السبت. وقد تسبب هذا الحادث في حدوث أضرار جسيمة للمبنى وما حوله.
وبحسب مراسلنا فإن هذه الحادثة تأتي بعد أن فجّرت قوات النظام ثلاثة أبنية جنوبي مدينة طفس، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، حيث تم تدمير منزل القيادي خلدون الزعبي ضمن الأبنية الثلاثة.
وبالعودة للمصدر المطلع، فانه ومن اليوم الأول لمحاصرة قوات النظام للمدينة، تعرض المزارعون في الاطراف الجنوبية والغربية الجنوبية للمدينة لخسائر مادية كبيرة بسبب سرقة ممتلكاتهم من قبل قوات النظام، وقد تم سرقة العديد من الموارد الزراعية الضرورية مثل الألواح الشمسية والبطاريات والأسمدة وشبكات الري، وتم سرقتها.
ومن بين هذه الإنتهاكات متمثلة بمنع قوات النظام للمزارعين في مدينة طفس من الوصول إلى مزارعهم وممتلكاتهم الزراعية، وعلى الرغم من أن بعض المزارعين يحصلون على إذن بالدخول في بعض الحالات، إلا أن ذلك يأتي بشكل استثنائي ويتم تقديمه لهم كوسيلة للاطمئنان على مزروعاتهم وممتلكاتهم الزراعية دون السماح لهم بسقاية محاصيلهم أو العناية بها أو قطافها وبيعها، وذلك حسب ماذكر المصدر.
كما أن السماح للمزارعين بالدخول إلى مزارعهم يتم ربطه بدفع رشاوي للعناصر النظام المتواجدين في المزارع والمنتشرين فيها، وتتنوع هذه الرشاوي بين تقديم وجبات طعام أو علب دخان أو دفع مبالغ مالية، وذلك حسبما صرح نفس المصدر.
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلها وجهاء المدينة لتسهيل عملية الوصول إلى المناطق الزراعية، إلا أن المزارعين ما زالوا يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى مزارعهم والعناية بمحاصيلهم، مما يؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي ويؤدي إلى فقدان العديد من المحاصيل وخسائر مالية كبيرة للمزارعين.
وتعتبر الزراعة من أهم القطاعات في مدينة طفس، حيث تعتمد العديد من الأسر على دخلها من هذا القطاع. ولذلك، فإن عدم السماح للمزارعين بالوصول إلى مزارعهم والعناية بمحاصيلهم يمثل خطرًا كبيرًا على الاقتصاد المحلي.