أوضاع السوريين

سوريا تعاني من تدهور اقتصادي ومعاناة إنسانية متزايدة بسبب ارتفاع سعر صرف الليرة السورية

موقع 18 آذار  : أسامة المقداد.

يعيش الشعب السوري تحت ظروف صعبة ومعاناة متزايدة يومًا بعد يوم، حيث تعصف الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد بالمواطنين بشكل خاص، وتتفاقم الأمور بسبب ارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، الذي وصل إلى مستويات لم يشهدها التاريخ السوري من قبل. وعلى الرغم من ذلك، يتوقع الخبراء انخفاضًا أكبر في قيمة الليرة في المستقبل القريب نظرًا للاستمرار في فرض العقوبات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على النظام السوري بسبب سياساته القمعية والإجرامية ضد شعبه.

لا يعد تدهور الأوضاع المعيشية في سوريا أمرًا جديدًا، لكن الوضع الحالي يعتبر الأشد قسوة مقارنة بالسنوات السابقة، حيث تضاعفت أسعار المواد الأساسية بشكل كبير وصلت في بعض الحالات إلى 100٪، وسط انعدام الدخل وقلة فرص العمل، فيما يعتبر نظام الأسد هو المسؤول الأول عن هذه الأوضاع الكارثية في سوريا.

قام موقع 18 آذار بإجراء مقابلات مع العديد من المدنيين في محافظة درعا للحديث عن الواقع المعيشي السئ الذي يعيشه السكان هناك. قال “محمد الكراد”، أحد سكان مدينة درعا، إن ما يحدث في الوقت الحالي هو كارثة لا يمكن للعقل تصورها، حيث أنه غير قادر على تأمين أي شيء من مستلزمات البيت بعد وصول سعر صرف الدولار إلى 13500 ليرة سورية، وأنه يشعر وكأنه رجل ذو إعاقة، وأضاف “الكراد” أن أجرة العامل في اليوم الواحد، إذا توفر العمل، تصل إلى 25 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ سعر الكيلو الواحد من الأرز 26 ألف ليرة، وسعر الكيلو الواحد من القهوة وصل إلى 125 ألف ليرة.

من جهته، قال “سامي المحمد”، مدرس مادة العلوم في إحدى مدارس محافظة درعا، إن راتبه الشهري يبلغ 150 ألف ليرة سورية فقط، وهو ما لا يكفي حتى ليوم واحد، حيث تتألف أسرته من 6 أشخاص، وابنه الأكبر يدرس في جامعة دمشق.

وأوضح “المحمد” أنه يعمل في وظيفة إضافية بعد انتهاء دوامه لتأمين مصروف أسرته، ولكنه لا يزال يجد صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية. وأشار إلى أن الأسعار المرتفعة للمواد الغذائية والأدوية تجعلها غير متاحة للكثير من الناس في المحافظة، وأن النظام السوري لا يهتم بأوضاع الناس ولا يقدم أي مساعدة لهم.

 

في جولة قام بها مراسل موقع “18 آذار” في أسواق محافظة درعا، تم رصد بعض الأسعار الغذائية التي تعكس الوضع المعيشي الصعب للسكان. وقد قدم المراسل التقرير التالي:

– سعر السكر: 12000 ليرة سورية.
– سعر الرز: 26000 ليرة سورية.
– سعر الفريكة: 25000 ليرة سورية.
– سعر الشاي: 80000 ليرة سورية.
– سعر القهوة: 125000 ليرة سورية.
– سعر البيض: 38000 ليرة سورية.
– سعر الزيت: 20000 ليرة سورية.
– سعر السمنة النباتية: 30000 ليرة سورية.

وبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم العجل 90000 ليرة سورية، فيما وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج إلى 25000 ليرة سورية.

من جانب آخر، عقد مجلس برلمان النظام، المعروف أيضًا بـ “مجلس الشعب”، جلسة طارئة يوم الإثنين الماضي لمناقشة الحالة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب السوري. وعلى الرغم من وصف الجلسة بأنها طارئة، إلا أنها لم تسفر عن أي قرارات أو حلول.

في الأثناء، بدأت الأصوات تتعالى في مناطق سيطرة النظام ومؤيديه، احتجاجًا على الوضع المعيشي الكارثي الذي يعانيه السكان. وقد طالب بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام برفع يد حزب البعث عن السلطة، وعدم السكوت بعد اليوم، نظرًا لتدهور الوضع بشكل كبير، ووصول الأمور إلى حد الانهيار.

يجدر بالذكر أن منظمة الصليب الأحمر الدولي أعلنت في وقت سابق أن نحو 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وأن أكثر من 15 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية. كما حذرت المنظمة من تداعيات انهيار الخدمات الأساسية في سوريا، والتي يبدو أنها تقترب من الحد الأقصى، وستكون لها تداعيات مدمرة على الشعب السوري.

أخيرًا فإن الواقع المعيشي الذي يعاني منه الشعب السوري يعد كارثياً وخطيراً، حيث تتزايد المعاناة يوماً بعد يوم. ويجب أن يتحمل النظام السوري المسؤولية الكاملة عن هذه الأزمة الإنسانية، وأن يعمل على تحسين وضع المواطنين بدلاً من تفاقمه، ومن المهم أن يتدخل المجتمع الدولي عاجلاً لتوفير الإمدادات الأساسية للناس وتوفير فرص العمل، والتركيز على حلول جذرية للأزمة الاقتصادية المستمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى