الإعلام التابع لنظام الأسد في سوريا، وتأثيره على الحرية الصحفية، المصداقية وتشويه الحقائق

موقع_18_آذار :عبدالجواد العامر.
أدان إتحاد الصحفيين السوريين مقتل المراسل الميداني لقناة سما وفريقه الإعلامي في منطقة الشياح بدرعا البلد، و ينتمي إتحاد الصحفيين السوريين إلى نظام الأسد.
يتحدث الناشط الإعلامي علاء ياسين، الاسم المستعار لناشط إعلامي، عن مقتل مراسل قناة سما،”فراس الأحمد”، مع فريقه الإعلامي في تفجير عبوة ناسفة استهدفهم في منطقة الشياح، وكان برفقته مصطفى المسالمة الملقب بالكسم.
وينحدر الأحمد من مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الأوسط ويسكن في مدينة درعا المحطة منذ اندلاع الثورة ربيع العام 2011،ويعتبر الأحمد من المقربين لقادة الأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد.
وزوجته فاطمة الحربات هي مراسلة قناة العالم الإيرانية وتعمل مع زوجها على نقل أخبار مظللة عن محافظة درعا ومحاولة تلميع صورة نظام الأسد.
ويضيف علاء أن مصطفى المسالمة مدرج ضمن قائمة العقوبات الأمريكية والأوروبية بصفته تاجرًا للمخدرات، ويشتهر في الأوساط الاجتماعية بمزاولته تجارة المخدرات كمصدر للرزق، ومن هنا يتساءل عن سبب عدم اتخاذ الصحفيين السوريين المزيد من الجرأة وإصدار بيان إدانة بمقتل مراسل قناة سما، فراس الأحمد، الذي كان يرافق أحد أهم تجار المخدرات في جنوب سوريا. وهذا ما اعتبر تراجعًا أخلاقيًا للنظام الإعلامي ونقاباته.
ويضيف علاء أنه كان من المفروض على اتحاد الصحفيين السوريين أن يصدر بيانًا يدين عمل كل صحفي أو مراسل يقوم بمرافقة تاجر مخدرات أو شخصيات غير مقبولة اجتماعيًا. ولكن الجواب جاء من علاء نفسه، حيث أكد أن النظام وإعلامه فقدوا كل القيم الأخلاقية وعملوا منذ البداية على تزوير الحقائق وتحريفها.
في هذا السياق، أعرب الصحفي والمستشار الإعلامي الأستاذ نور الدين وهو اسم مستعار، عن أهمية الحيادية في عمل الصحفيين، وأنهم يجب أن ينقلوا الأحداث بمهنية تامة وباعتماد على معايير وأخلاقيات الصحافة.
وأضاف نور الدين، بأن وسائل الإعلام التابعة لنظام الأسد لم تلتزم أبدًا بمعايير الحياد والمهنية، بل منذ بداية احتجاجات الشعب السوري قامت بنشر تصورات وروايات تتعارض مع الحقائق.
وقد عملت وسائل الإعلام التابعة للنظام وصحفيوها على تصوير جيش النظام على أنه يؤدي دورًا إيجابيًا في حماية الشعب وتحرير البلاد من الإرهاب، وهذه الروايات الوهمية التي تم ترويجها تسهم في تبرير الجرائم التي ارتكبها جيش النظام والميليشيات التابعة له، وساهمت في انتشار موجة العنف في سوريا، وكل ذلك تحت غطاء إعلامي يروجه ويبرره وسائل الإعلام التابعة للنظام، وذلك بحسب ماصرح به نور الدين لموقع 18 اذار.
وتجدر الإشارة، الى أن جرائم قوات النظام ضد الشعب السوري على مدار سنوات الصراع، ومحاولات وسائل الإعلام التابعة للنظام تبرير تلك الجرائم، تشير إلى أن وسائل الإعلام وصحفييها يشاركون في هذه الجرائم ويكونون شركاء للنظام فيها.
وفي حديث “حسين” وهو اسم مستعار لصحفي سوري مستقل مع موقع 18 اذار، بأن وسائل الإعلام التابعة لنظام الأسد قد مارست دورا سلبياً على حرية التعبير وحقوق الصحافة في سوريا، فمنذ سنوات الصراع، تعرض الصحفيون والإعلاميون المستقلون للاضطهاد والاعتقال والتعذيب وحتى القتل، بسبب توجههم النقدي للنظام وتوثيقهم لانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم التي ارتكبتها القوات الحكومية.
وأضاف “حسين” صحفيوا النظام ومراسلوه مع وسائل الإعلام التابعة للنظام عملوا على نشر الدعاية والتضليل والتحريض ضد المعارضة والمدنيين، و تشويه الحقائق وتُزيف الأحداث، مما أثر سلبًا على الوعي العام في فهم الواقع في سوريا.
كما سعى نظام الأسد بشكل متواصل في تهيئة المشهد الإعلامي بما يخدم مصالحه الضيقة ويقمع أي صوت مستقل قد يتحدى سيطرته، وعمل إلى إلغاء التنوع الإعلامي ومحاربة أي كيان إعلامي يختلف عن رؤيته وتوجهاته الموجهة، واتباع سياسة تضييق الخناق على وسائل الإعلام المستقلة والمحايدة في سوريا، وتصدير نفسه كمصدر وحيد للمعلومات، محطماً بذلك الحرية والتنافس الصحفي، وذلك بحسب” حسين”.
أخيراً فقد أثارت واقعة مقتل مراسل قناة سما، فراس الأحمد، وفريقه الإعلامي في منطقة الشياح بدرعا البلد، العديد من الأسئلة والتساؤلات حول دور الصحفيين والوسائل الإعلامية في سوريا، وقد أعرب الناشطون الإعلاميون والمستشارون الإعلاميون عن استيائهم من تورط بعض الصحفيين في رفقة تجار المخدرات وشخصيات مشبوهة اجتماعيًا.
واستنادًا إلى الشهادات المقدمة، يتبين أن وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري لم تلتزم يوماً بالحياد والمهنية، بل قامت بتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام، مما أثر سلبًا على حرية التعبير وحقوق الصحافة في البلاد، وإن قيام اتحاد الصحفيين السوريين، الذي ينتمي إلى نظام الأسد، بإدانة مقتل المراسل وفريقه، يثير تساؤلات حول مدى تراجع النظام الإعلامي في سوريا ونقاباته في الاهتمام بالأخلاق والمبادئ الأخلاقية.