النظام السوري يرفع الرواتب ويزيد الأسعار، تباين المشاعر وتحطم الآمال

موقع_18_اذار عبد الجواد العامر.
في مساء يوم الثلاثاء الموافق 15 يوليو، أصدر نظام الأسد مرسومًا رئاسيًا زاد بموجبه نسبة الرواتب والأجور المقطوعة بنسبة 100%، وبالرغم من أن هذه الزيادة لن تلبي احتياجات الشعب السوري في جميع جوانب حياته، إلا أنها أشعلت شرارة الأمل في نفوس أنصار النظام، الذين يتطلعون إلى مستقبل أفضل واقتصاد متجدد لبلادهم، وقد تزامنت هذه الخطوة مع تدفق تعابير الامتنان والشكر من قبل أنصار النظام تجاه الرئيس بشار الأسد.
ومع ذلك، لم يدم الفرح طويلاً في قلوب المؤيدين، فقد صدر قرار حكومي صادر عن وزارة التجارة الداخلية والمستهلك يقضي برفع الدعم عن معظم المواد الاستهلاكية وتحرير أسعار بعضها، وهذا يعني زيادة ملحوظة في الأسعار، قد تصل إلى ما يزيد عن 300%، وهو ما يفوق الزيادة المعلنة في المرسوم الرئاسي بكثير.
وتشمل هذه القرارات الحكومية أيضًا رفع أسعار المشتقات النفطية بنسبة تصل حتى 300%، حيث ستصل أسعار المبيع لمادة البنزين (أوكتان 90) إلى 8000 ليرة سورية لليتر الواحد، وسعر المازوت المستخدم في القطاع الصناعي والقطاعات الأخرى سيصل إلى 11550 ليرة سورية لليتر الواحد.
تأتي هذه القرارات الحكومية في خضم تردي حاد للظروف المعيشية، و في ظل ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي بشكلٍ كبير، حيث تجاوزت قيمة الليرة السورية حاجز 14000 ليرة مقابل الدولار الواحد في عمليات الشراء والبيع.
هذه القرارات الحكومية، أثارت غضب واستياء الشعب السوري المنهك، الذي يعاني بالفعل من ضائقة معيشية متزايدة، فالزيادة في الرواتب لن تكون كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، فيما يعتبر رفع الأسعار ضربةً جديدة لجيوبهم المنهكة.
التدهور الحاد في القدرة الشرائية للمواطنين يعني أن السلع والخدمات الأساسية ستصبح أكثر صعوبة في الوصول إليها، مما يعني تفاقم الفقر والحاجة وتفشي البطالة.
“إضراب في محافظة السويداء على خطوط النقل للتنديد بارتفاع أسعار المحروقات”
في تحرك استجابة لقرار الحكومة السورية الذي صدر في ساعات متأخرة من الليل، برفع أسعار المحروقات، دعا عدد من سائقي وسائط النقل في محافظة السويداء إلى الإضراب عن العمل يوم الأربعاء، بغية التعبير عن احتجاجهم على هذا القرار.
بمجرد صدور قرار زيادة سعر المازوت، تجمع عدد من سائقي وسائط النقل بغضب شديد على طريق دمشق-السويداء، بالقرب من مدينة شهبا، في رسالة واضحة للسلطات التي يعتبرونها “غير مبالية تمامًا بحياة الناس”.
إن هذا الإضراب على خطوط النقل يأتي كتصعيد للمطالبة بتخفيض الأسعار وإيجاد حلول مناسبة لتحمل المواطنين الأعباء المتزايدة، ويعكس هذا الإجراء رفضًا صارخًا للسياسات الحكومية التي تؤثر بشكل سلبي على الحياة اليومية للمواطنين وتزيد من معاناتهم.
وفي الختام يظهر بوضوح أن النظام السوري يرفع الرواتب ويزيد الأسعار، مما يتسبب في تباين المشاعر وتحطم الآمال لدى الشعب السوري، و هذه السياسات المتضاربة تجعل الشعب يعيش في حالة من الاستياء والضيق، حيث يجد نفسه محاصرًا بين ركام الفقر وجحيم المعيشة الصعبة، و بدلاً من أن يكون الرواتب المرتفعة فرصة لتحسين حياة المواطنين، تصبح مجرد قشة في بحر من الأعباء المالية المتزايدة.