تزايد التوتر في شرق سوريا: اشتباكات عنيفة بين العشائر العربية وقوات قسد

موقع_18_آذار: عبدالجواد العامر
عنف يتصاعد وأجواء مشحونة في شرق سوريا، وتحديدًا في ريف دير الزور الشرقي، بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين مقاتلي العشائر العربية وقوات قسد المسلحة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
وقال مصدر محلي لموقع 18 اذار، بأن الاشتباكات نشبت على خلفية اعتقال قسد لعدد من قادة المجلس العسكري في دير الزور، وعلى رأسهم قائد مجلس دير الزور العسكري ” أحمد الخبيل” والمعروف باسم ب”أبو خولة”، في محاولة واضحة لتعزيز سيطرتها على ريف دير الزور وتحقيق مشروع “الإدارة الذاتية” في المنطقة.
تعتبر منطقة دير الزور منطقة استراتيجية بالنسبة لقوات قسد حيث تحتوي على موارد طبيعية هامة وتمر بها خطوط إمداد حيوية. ومن خلال توسيع نفوذ قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة، تسعى إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية وتأمين مصالحها في المنطقة.
واندلعت المعارك في عدة مناطق، حيث تصاعدت حدة القتال بين عناصر العشائر وقوات قسد، مما أدى في النهاية إلى سيطرة قوات قسد على عدة قرى في ريف دير الزور، وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. بالإضافة إلى ذلك، قامت قوات قسد بحرق منازل المدنيين وارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، حسبما صرح المصدر المحلي.
مؤامرة قسد لاستبعاد المكون العربي في دير الزور.
وفقًا لمصدر مطلع، يظهر أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تنفذ خطة محكمة لاستبعاد المكون العربي في محافظة دير الزور وفرض سيطرتها المطلقة على المنطقة، و تشمل هذه الخطة اعتقال قادة مجلس دير الزور العسكري بشكل عملي تعسفي وغير قانوني، بهدف تهميش صوت وتأثير العرب وتقويض دورهم في إدارة المنطقة.
تعتبر هذه المؤامرة جزءًا من مسعى قسد لتحقيق هيمنتها الكاملة واستعباد المكون العربي والاستعاضة عنه بحكم “الإدارة الذاتية”، ذو المرجعية الكردية، و هذا مادفع قسد لممارسة ضغوطًا قوية و تقويض الهياكل المحلية والعسكرية العربية، بهدف تجاوز إرادة السكان المحليين وتحقيق أهدافها السياسية الخاصة، وذلك بحسب المصدر المطلع.
العشائر تناصر ضد سياسة قسد في دير الزور.
ووفقا لما صرح به مصدر مقرب من العشائر العربية قال فيه بأن تصاعد الأحداث في شرق سوريا، كان سببا في خروج شيوخ أكبر عشائر دير الزور بعدة بيانات تعلن الحرب على ميليشيا قسد، وقد نصبوا خيمة الحرب كرمز رمزي يحمل دلالات قوية لدى القبائل العربية، حيث يرمز إلى أن هذه الخيمة لن تُزال قبل استعادة حقوقهم.
وبحسب المصدر نفسه، قال وأنه على إثر هذه التطورات، اندلعت حالة من الاحتقان والاستياء بين العشائر العربية المحلية، وقد أعلنت النفير العام لأبنائها للتصدي لهذا العدوان والدفاع عن حقوقها وأراضيها.
وأفاد نفس المصدر بأن الاشتباكات وصلت إلى ذروتها يوم الخميس، وانتهت بسيطرة القبائل العربية على أكثر من 14 قرية وبلدة في ريف دير الزور، وتم أسر عدد كبير من مقاتلي ميليشيا قسد، ولا يزال المقاتلون من القبائل يتدفقون من جميع الاتجاهات للانضمام إلى المعركة، مؤكدين على تصميمهم واستعدادهم للقتال، وذلك عقب إصدار بيانات قوية، طالبت قبائل عربية التحالف الدولي بالتدخل العاجل لكبح نفوذ ميليشيا قسد وطردها من المنطقة، كما طالبت بتشكيل مجلس عسكري وإدارة تعنى بإشراف مناطق دير الزور.
في سياق متصل، أعلنت فصائل الجيش الوطني والقبائل المتواجدة في ريف حلب الشمالي رفع حالة الجاهزية وتكثيف تواجدها على حدود مناطق قوات سوريا الديمقراطية، و يأتي هذا التحرك ضمن إطار تحالف عربي ضمني، حيث تتعدد الرايات والأهداف المتبناة لهذا التحالف.
مقاتلو العشائر يستولون على مقرات تتبع لقسد، وتحرير بعض المناطق من تواجد قوات سوريا الديمقراطية.
وبحسب مصدر خاص لموقع 18 اذار، قال بأن مقاتلو العشائر تمكنوا صباح اليوم الجمعة من السيطرة على مقر عسكري استراتيجي يتبع لقوات النظام السوري في ريف منبج شرقي حلب.
وبحسب المصدر نفسه قال بأنه و في ساعات متأخرة من ليل الخميس، تمكنت قوات المقاتلين من تحقيق تقدم استراتيجي حيث سيطروا على قريتي البوهيج والمحسنلي، المعروفتين بأهميتهما الاستراتيجية، واستولوا على تلة عرب حسن في جبهة منبج. بالإضافة إلى ذلك، تمت السيطرة على أجزاء حيوية من الطريق الدولي إم 4 في ريف الرقة، مما يمهد الطريق للمزيد من التقدم المحتمل في المناطق المحيطة.
“الخارجية الأميركية تعرب عن قلقها وتدعو إلى وقف التصعيد في دير الزور”
على خلفية التطورات الأخيرة في دير الزور، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها العميق إزاء العنف المستمر والخسائر البشرية التي نتجت عنه في المنطقة، و في بيان صادر عن الوزارة، دعت الولايات المتحدة جميع الأطراف المعنية إلى وقف التصعيد العسكري والسعي لحل الوضع بطرق سلمية.
كما أكدت الوزارة في بيانها على التأكيد على التزام الولايات المتحدة بتخفيف معاناة الشعب السوري، وتعزيز الجهود الرامية لتحقيق الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش، وتشترك الولايات المتحدة في هذا السياق في شراكة قوية مع قوات سوريا الديمقراطية، بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة وضمان تعايش سلمي ومستدام لشعوبها، وتدعو الأطراف المعنية إلى العمل بروح التعاون والحوار للتوصل إلى حلول سلمية ودائمة للصراعات القائمة في سوريا.
أخيرًا فان قوات سوريا الديمقراطية والعشائر يواصلان الاشتباك رغم جهود التحالف الدولي لاحتوائه، وتثير المخاوف تداعيات استغلال هذا الصراع من قبل قوات النظام وروسيا، مما يعزز الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الدبلوماسية والمساعي السياسية لإيجاد حل سلمي يحقق الاستقرار ويضمن مستقبل مستدام لشرق سوريا.