“الشخصية المرجعية في الجنوب السوري، بين تحديات الواقع الجغرافي وآمال المنفصلين عنه”

موقع 18 آذار : براء العودات
بعد مرور حوالي الشهر على احتجاجات السويداء، والتي تمثلت بتظاهرات سلمية يتجمع فيها الآلاف من المواطنين، ينادون برحيل نظام الأسد وإطلاق سراح المعتقلين، لتعبر هذه الاحتجاجات عن إرادة الشعب السوري في إحداث تغيير سلمي وتحقيق العدالة والحرية في البلاد.
ترك حجم التنظيم والتوجيه الديني في مظاهرات محافظة السويداء، انطباعًا قويًا حيث تبرز قوة وقدرة التنظيم في دفع حركة الاحتجاج إلى الأمام، وكما و يتمتع الحراك في السويداء بدعم قوي من المؤسسات الدينية والمراجع الدينية، مما يضفي على المظاهرات طابعًا دينيًا قويًا ومرجعية شرعية، بالمقابل، في محافظة درعا، يفتقر الحراك إلى مستوى عالٍ من التنسيق والتنظيم الذي يمكن أن يساهم في تعزيز قوة الحركة.
“البحث عن شخصية مرجعية في درعا، توحيد الجهود وإعادة الثورة السورية إلى مسارها الصحيح”
في مواجهة تشتت وانعدام التنسيق في محافظة درعا، تم تحديد عدة أسباب لهذه الظاهرة، ومن بينها غياب الشخصيات المرجعية التي تلعب دورًا حاسمًا في توجيه وتوحيد جهود أبناء المحافظة، و تبرز في هذا السياق شخصية الشيخ حكمت الهجري، الذي قام بتحمل مسؤولية كبيرة وتبنى قضية أبناء محافظته محافظة السويداء بصراحة وثبات، دون أي مراوغات أو توافقات سياسية، و بفضل هذا الدور القوي والملهم، تمكن الشيخ حكمت الهجري من جمع الأهالي حوله داخل سوريا وخارجها، وأصبح رمزًا حقيقيًا للثورة في جبل العرب، حيث يعتبره الناس الشخصية التي قادت التغيير والتجديد في المنطقة.
في أتون ذلك نشأت مبادرة تستهدف محافظة درعا لم يعرف من يقف خلفها و تهدف إلى اختيار شخصية مرجعية ومقبولة في محافظة درعا، وذلك لتكون هذه الشخصية رمزًا حقيقيًا ومرجعية قوية لإعادة الثورة السورية إلى مسارها الصحيح، ولتجاوز الانقسامات وتوحيد الأهداف والطموحات، وهي خالية من أي تأثيرات خارجية أو أجندات مشبوهة حسبما شعاراتها التي أُطلقت و تدور في الأروقة وفي الفضاءات العامة.
“تجاهل إرادة الجنوب السوري، في اختيار الشخصية المرجعية، و طروحات تمثيلية منفردة وخارجة عن المشاركة المجتمعية”
تواصلت شخصيات ذات تأثير اجتماعي وعسكري قوي في جنوب سوريا، مع موقع 18 اذار للحديث حول هذا الاقتراح واختيار شخصية تمثل الجنوب السوري، أوضحت هذه الشخصيات، بأنه على الرغم من عدم معرفتهم بصحة هذا الاقتراح ومن يقف وراءه، إلا أنه لم يشهد أي جهود مجتمعية داخل جنوب سوريا خلال الفترة الأخيرة لاختيار شخصية تلعب دور المرجعية المطلوبة لأبناء الجنوب السوري.
وأضاف المصدر نفسه، أن أبناء الجنوب السوري يرفضون بشدة أي محاولة لفرض طروحات عليهم دون أن يشاركوا في صياغتها، و إنهم يرفضون أي فكرة تنطوي على استبعادهم وتجاهل قراراتهم بما يتعلق بمنطقة حوران التي يعيشون فيها، وإلا فإن هذه المبادرات والطروحات ستُعتبر جزءًا من أجندات غير وطنية، تهدف إلى تصدير شخصيات لا تتناغم ولا تتماشى مع آراء وتطلعات أبناء الجنوب السوري، بل تعكس مصالح وآراء أولئك الذين يقفون وراءها.
يؤكد المصدر نفسه أنه ليس معارضًا لاختيار مرجعية موحدة لمحافظة درعا، ولكنه يشدد على ضرورة أن يكون الاختيار شفافًا، ويتم بمشاركة واسعة من أبناء الجنوب السوري، وكما يجب أن يتم اختيار هذه المرجعية بناءً على معايير وطنية صحيحة، بعيدًا عن التلاعب والتدخلات السياسية والمصالح الضيقة.
بالإضافة إلى ذلك،يجب أن يكون هؤلاء الأشخاص”المرجعيات” قادرة على تمثيل وتحقيق تطلعات ومصالح أبناء الجنوب السوري، وأن يتمتعوا بمصداقية وشرعية داخل المجتمع المحلي، فإذا تم الاختيار بطريقة غير عادلة أو استنادًا إلى آراء وأجندات ضيقة، فإنه سيثير استياء واحتجاجات علنية من قبل أبناء الجنوب السوري الذين يسعون للحفاظ على إرث الثورة وتحقيق تطلعاتهم الوطنية العادلة، وذلك بحسب نفس المصدر.
تشير شخصية اعتبارية، في حديثها مع موقع 18 اذار، إلى أن الشخصيات المرجعية لاتاتي وليدة الصدفة، وهذه الشخصيات تقوم بتصدر نفسها وتفرض وجودها على المجتمع بفضل أفعالها وفكرها المستنير الذي تتبناه في التعامل مع مختلف قضايا المجتمع.
هذه الشخصية المرجعية يفرض بأن تحظى بمكانة مرموقة، حيث تتمتع بالقدرة على توجيه وقيادة الأفراد وتأثيرهم بإيجابية، وذلك بفضل رؤيتها الواضحة وثقافتها المتسامحة، تتمكن من التعامل مع تحديات المجتمع بطريقة متميزة وتسهم في تحقيق التقدم والتغيير الإيجابي، وذلك بحسب الشخصية الاعتبارية.
واعتبارًا من قوة الأدلة المتاحة، فإن اختيار هذه الشخصيات المرجعية كما صدرت على وسائل التواصل الاجتماعي تم بناءً على آليات غير معروفة واستراتيجيات غامضة وهذا يُعتبر أمرًا يشير إلى تناقض وجود هذه الشخصيات كمرجعية، فعلى أقل تقدير، فان ذلك يحمل دلالات الى ان هذه الشخصيات المرجعية المفترضة ضمن منهجية اختيارها بهذه الطريقة يحمل دلالات بأنها شخصيات تابعة وتعمل على تحقيق أجندات غير معروفة، وهذا يتعارض بشكل كبير مع فكرة أنها تكون مرجعية، هذا يعني أن هناك شكوكًا قوية في مصداقية ونزاهة هذه الشخصيات وقدرتها على تمثيل مصالح المجتمع بشكل عادل.
“تكذيب الادعاء الزائف حول اجتماعات رسمية في المملكة الأردنية الهاشمية” وفي “مدينة درعا”
مصدر موثوق ومطلع في المملكة الأردنية الهاشمية أكد لموقع “18 آذار” أنه تفاجأ بترويج هذا الادعاء الزائف في بعض الوكالات المحلية، وبعد التحقق من صحة الأمر، تبين أنه مجرد خبر ملفق ومفتعل يهدف إلى الحصول على سبق إعلامي دون أي أساس حقيقي أو موضوعية، وبشكل قاطع، لم يتم عقد أي اجتماعات رسمية للبحث في هذه القضية، وبالتالي فإن هذا الادعاء لا يزيد عن كونه تداوله بعض الأشخاص لإيهام الجمهور بأنه حقيقة، هذا يعكس المحاولات المتعمدة لترويج هذا الادعاء وخلق وهم واقعية له.
كما اكد مصدر اخر ان الشيخ “فيصل ابازيد” وهو من وجهاء مدينة درعا نفى اليوم اثناء خطبة الجمعة ان يكون هناك اجتماع حصل في مدينة درعا بهذا الخصوص كما اكد من جديد ان اي محاولة لتحييد وجهاء المحافظة ما هي الا مخططات ستفشل حتمياً.
المصدر المطلع يعبّر عن صدمته تجاه عدم احترافية وكالات محلية تنتمي للمعارضة، حيث أظهرت تجميعًا لخبرات على مدار سنوات الثورة، ومع ذلك، قامت بنقل أخبار وأحداث بدون تقديم أدلة قاطعة عبر وسائل الإعلام المختلفة. يُفترض أنه في مثل تلك الحالات، يجب تجنب الانجراف وراء فقاعات إعلامية، وينبغي عليها أن تصل إلى مستوى عالٍ من الاحترافية في نقل الأخبار والأحداث، ومع ذلك، يشعر المصدر بالقلق من أن تكون هذه الوكالات شريكة في هذا السياق.
أخيرا فان الأمر لم يعدو بكونه اجتماعات الافتراضية و فقاعات الإعلامية لاختيار شخصية مرجعية لتمثيل محافظة درعا، و تروج فرضية كاذبة تم تعميمها، واعتُبرت حقيقية من قبل المتبنين لها، ومع ذلك، يُعتقد أن هذا لا يتجاوز كونها رواية تم إطلاقها من قِبل شخصيات غامضة تسعى للظهور وتحقيق السبق الإعلامي.