تجارة الحطب المسروق، وغياب الشفافية، وانتهاكات قوانين البيئة في محافظة درعا.

موقع 18 آذار
يواجه أهالي محافظة درعا في كل عام صعوبات في تأمين مادة المحروقات اللازمة للتدفئة خلال فصل الشتاء، نظرًا لارتفاع أسعارها بشكل كبير، ونظرًا للتكلفة المرتفعة لمادة المازوت، يلجأ الأهالي إلى استخدام الحطب كبديل للتدفئة، نظرًا لانخفاض سعره.
ومع ذلك، فإن هذه الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت ببعض الأفراد إلى استغلال الأحراج وقطع الأشجار بها، وبيعها للمواطنين بدون رقابة أخلاقية أو قانونية تجرم هذا العمل، وتسببت تلك الأعمال في انخفاض كبير في المناطق المزروعة بالأشجار في المحافظة.
و يُسلط هذا التقرير الضوء على مشكلة تورط افراد في احتكار قطع الاشجار، وكما ان هناك مجموعات محلية متورطة في عملية استيلاء على كميات هائلة من الحطب في غرب درعا، وكما يظهر نشاطًا غير قانوني يتم تنفيذه، حيث يتم بيع الحطب المسروق لتسديد ديون مرتبطة بعملية قطع الأشجار.
وبحسب مصدر محلي تحدث لموقع 18 اذار قال، بأن الأفرع الأمنية التابعة لمليشيات نظام الأسد، قامت باعتقال السيد أبو سعيد القباطي المتهم بقص وتجميع أكثر من 200 طن من الحطب من أحراج بلدة جلين، وتخزينه في منزله الواقع في الحي الجنوبي لمدينة طفس، استعدادًا لبيعه في فصل الشتاء.
وأضاف المصدر أن اعتقال القباطي جاء بناءً على تهمة تزوير ورقة رسمية تمنحه الصلاحية لقص الأشجار الحرجية في بلدة جلين، باسم المؤسسة الحراجية في المحافظة، حيث استغل وثيقة مزورة للحصول على تصريح قص الأشجار، وهو ما يعد انتهاكًا للقوانين البيئية وقوانين الحفاظ على الموارد الطبيعية.
وفقًا لمصدر محلي موثوق، فإنه وعقب اعتقال القباطي قامت مجموعتان محليتان بعملية احتجاز واستيلاء على مستودع الحطب في منطقة غرب درعا، والذي يعود ملكيته لأبو سعيد القباطي، و يقود السيد براء نواف الزعبي المجموعة الأولى التي نفذت هذه العملية، بينما يقود السيد خالد الطيباوي المجموعة الثانية.
وبحسب المصدر، قام السيد براء الزعبي بتسويق الحطب المسروق من المستودع، و يعتزم تسديد ديون قدرها حوالي 30 مليون ليرة سورية، والتي تشمل تكاليف عملية قطع الأشجار، واشار نفس المصدر الى أن قيمة الحطب المسروق والمباع قد تجاوزت الـ 200 مليون ليرة سورية، ولا يزال هناك كمية كبيرة من الحطب تحت سيطرة مجموعة خالد الطيباوي، وهذا يشير إلى غياب الشفافية من قبل المجموعات المحلية بشأن مصير الحطب المتبقي ومن سيستفيد من عائداته.
وكما اشار المصدر بأن بعض الحطب تم توزيعه بدون الية توزيع واضحة، وهذا ماتسبب في استياءً من قبل الأهالي بسبب طريقة توزيع كميات الحطب، حيث لم يتم توزيعها بشكل عادل وشملت فقط بعض الأشخاص، وقد أثار هذا الاستياء تذكرًا لحادثة مشابهة حدثت في منطقة نبع الفوار قبل عدة أيام، حيث لم يتم توزيع الحطب على جميع السكان.
وفي المقابل وعلى صعيد اخر و وفقًا لمصدر يعمل في اللجان المركزية قال لموقع 18 آذار، بأنه تم تحطيب حرش منطقة نبع الفوار وتوزيعه على بعض أهالي الشهداء والأرامل في المنطقة، بإشراف وجهاء القرية وأعيانها، وتكفلت مجموعة محلية يقودها السيد أحمد الحشيش بإعادة تشجير الحرش إذا لم تقم المؤسسة الحراجية بذلك.
وقد أثار ذلك تساؤلات بين الأهالي حول ما إذا كانت هذه المجموعات ستقوم فعلًا بعملية إعادة التشجير لأحراج بلدتي نبع الفوار وجلين، أم سيتم الاعتماد على تطوع الأهالي المدنيين كما حدث في بلدة المزيريب، في ريف درعا الغربي، في وقت سابق.
وفي النهاية يشهد الحطب في سوريا ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، حيث يبلغ سعر طن الحطب الأخضر حوالي مليون ونصف المليون ليرة سورية، في حين يفوق سعر الحطب اليابس ثلاثة ملايين ليرة سورية.