اشتباكات دموية في بلدة معربة تتسبب في سقوط قتلى وجرحى

موقع 18 آذار – عبدالجواد العامر.
ذكر مراسل موقع 18 آذار ، أن اشتباكات عنيفة اندلعت مساء يوم أمس الجمعة في بلدة معربة شرقي درعا، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح، تلك الاشتباكات تجمع بين مجموعة تابعة للواء الثامن ومجموعة مسلحة اخرى كانت تنتمي للواء قبل قرار فصلها قبل عدة أشهر، والتي يقودها يقودها “أحمد السالم” الملقب بـ “أبو سالم الشقران”، والتي تتلقى دعمها في الوقت الحالي من عماد أبو زريق والذي يعد قائد مجموعة تتبع للأمن العسكري في مليشيات نظام الأسد.
وفقًا لمصدر خاص لموقع 18 آذار ، فقد بدأ الخلاف في بلدة معربة نتيجة تورط عنصر يدعى محمد طارق الكفري، وهو عنصر في المجموعة التابعة للواء الثامن والتي يقودها عبد الرحمن الكفري، حيث قام محمد الكفري بمحاولة إعتقال شخص يدعى أسامة الهويدي، وأطلق النار على فراس الهويدي ومحمد الخالد، مما أدى إلى تدخل عناصر المجموعة التي يقودها “أحمد السالم” الملقب بـ “أبو سالم الشقران”، وأدى ذلك إلى نشوب خلاف تطور فيما بعد إلى مشاجرة عنيفة و اشتباكات مسلحة مباشرة، وفي ذروة التوتر، قتل الصحفي محمود سعيد الكفري أبو سيف، و الذي كان يتدخل في محاولات حل الخلاف بين الأطراف المتنازعة.
وفقًا للمصدر الخاص، بعد وقوع ضحايا وقتلى، قامت المجموعة التي يقودها “أحمد السالم” الملقب بـ “أبو سالم الشقران” بالانسحاب خارج البلدة، بينما استمر عناصر اللواء الثامن في تنفيذ مهامها ومتابعة المجموعة المسلحة، وقاموا بمداهمة منازل ومحال تجارية تعود لأفراد المجموعة، وأضرموا النيران في بعضها، ونتج عن ذلك مقتل عنصر في المجموعة يدعى “مصطفى الهويدي”، وأيضًا قتل شخص مدني يدعى “عارف العباس”، وهو والد أحد أفراد المجموعة، ويتهم ابنه بشكل مباشر بقتل الصحفي “محمود الكفري”.
“تراكمات متحاملة للمجموعات المحلية تابعة للأمن العسكري تُشكِّل جذور الخلاف وتجعله يستمر، مع رغبة كل مجموعة في توسيع نفوذها”
وفقاً لمصادر موثوقة، فإن جذور الخلاف في بلدة معربة يعود إلى تراكمات متحاملة بين المجموعات المحلية التابعة للأمن العسكري، حيث تدفع هذه المجموعات المتنافسة نحو توسيع نفوذها في المنطقة، مما يؤدي إلى استمرار التوتر والاشتباكات.
وفي التفاصيل يقول المصدر الموثوق، بأن تعود جذور الخلاف بين هذه المجموعات المحلية في بلدة معربة إلى قبل عدة أشهر من الحادثة الحالية، وعلى وجه التحديد في اليوم الذي قرر فيه اللواء الثامن الاستغناء و فصل المجموعة التي يقودها أحمد السالم، المعروف أيضًا باسم “أبو سالم”، والتي كانت تنتمي له في بلدة معربة، وتم تكليف وتشكيل مجموعة جديدة في بلدة معربة تابعة للواء الثامن بقيادة عبد الرحمن الكفري.
“قيادة اللواء الثامن تتجاهل المناشدات وتفضل الصمت في مواجهة العنف الذي نشب في بلدة معربة.
وفقًا لمصدر خاص لموقع 18 اذار، قال أن قيادة اللواء الثامن كانت تمتلك القدرة الفعّالة للتدخل المباشر وإنهاء الصراع في بلدة معربة ووقف انتهاكات المجموعة التابعة لها، وقد تمثلت هذه الانتهاكات في حرق المنازل ومداهمتها. ومع ذلك، تفاجأ الجميع بتخاذل قيادة اللواء حيث اكتفت بمجرد الاكتفاء بدور المتفرج وتأخرت في اتخاذ إجراءات حازمة لإيقاف أفراد المجموعة عن ارتكاب هذه الانتهاكات.
ويضيف المصدر الخاص أنه و بالرغم من المناشدات المتكررة من قبل المجتمع المحلي لقيادة اللواء الثامن، التي طالبت بالتدخل لوقف الاقتتال الجاري، إلا أنها امتنعت عن التدخل المباشر وتفضيلتها الانتظار في بلدة بصرى الشام، و هذا التصرف يشير إلى رغبة قيادة اللواء الثامن في تكميم أي صوت يعلو فوق صوتها في المنطقة، وعدم السعي للعثور على حل سلمي للنزاعات وتهدئة التوترات المستجدة.
ووفقًا للمصدر الخاص، فان قيادة اللواء الثامن تدخلت في الخلاف بعد مرور يوم كامل من بدء النزاع، و دخلت قوات اللواء الثامن اليوم الى بلدة معربة كقوات فصل، و نشرت مضادات أرضية.
وقد ادعت القيادة أنها لم تتدخل في بداية الخلاف نظرًا لما صرح به القائد العسكري في اللواء الثامن، علي باش، والذي زعم أن سبب عدم تدخلهم لإنهاء الخلاف كان بناءًا على رغبة قيادة اللواء الثامن في أن يحلّ سكان معربة خلافاتهم بأنفسهم، وذلك لتجنب أن يُتهم القائل بأن قيادة اللواء الثامن وسكان بصرى قد انتهكوا حرمات بلدة معربة.