درعا
“اللجنة المركزية تنجح في إنهاء الصراع العشائري في جاسم بعد مفاوضات حاسمة”
موقع 18 آذار – عبدالجواد العامر.
خلال الفترة الممتدة لمدة اثني عشر يوما متتالية، شهدت منطقة جاسم اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجموعتين عشائريتين هما مجموعة الجلم ومجموعة الحلقي، هذه الاشتباكات المسلحة المتواصلة أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى بين صفوف الطرفين المتنازعين.
نتيجة لهذه المواجهات الدامية، نشأت حالة من الذعر والخوف والنزوح بين السكان المدنيين المقيمين في المنطقة، حيث أدت هذه الأحداث إلى زعزعة الاستقرار الأمني وتقويض الشعور بالأمان لدى المواطنين، وفي سبيل التعامل مع هذه الأزمة الأمنية، تدخلت اللجنة المركزية والقيادة العسكرية للواء الثامن، وعقدت هذه الجهات عددًا من الاجتماعات والمشاورات مع الأطراف المتنازعة بهدف إيجاد حل نهائي لهذا الصراع.
وبحسب المراسل، بأنه و بعد جهود متواصلة من قبل اللجنة المركزية واللواء الثامن، تم التوصل إلى اتفاق يقضي بعقد صلح عشائري بين عائلتي الجلم والحلقي، و إنهاء حالة التوتر والاضطراب الأمني التي كانت تشهدها مدينة جاسم خلال الفترة الماضية، و تمكنت الجهات الفاعلة المتمثلة باللواء الثامن واللجنة المركزية، من التوصل إلى تسوية للأزمة القائمة في المدينة، وقد أفضى ذلك إلى استعادة الحياة الطبيعية في مختلف أنحاء جاسم.
واشار مراسلنا، ففي خطوة أولى، تم فتح الطرقات الفرعية التي كانت مغلقة بين الحيين المتنازعين، مما سمح بحركة المرور الحرة للمواطنين والمركبات، وفي إطار جهود استعادة الحياة الاعتيادية، أعيد فتح المحال التجارية والأسواق في مختلف أنحاء جاسم، فبعد أن كانت مغلقة ومهجورة خلال أيام التوتر، عاد التجار إلى أعمالهم، وعاد النشاط الاقتصادي إلى طبيعته في المدينة.
وقال أحد المسؤولين في اللجنة المركزية لموقع 18 اذار، في تصريحات خاصة: “لقد بذلنا جهودًا كبيرة للتوصل إلى تسوية بين جميع الأطراف المعنية في المدينة، وها نحن نرى الآن عودة الحياة الطبيعية إلى جاسم بعد أسابيع من التوتر والاضطرابات”.
و لا تزال الاجتماعات مستمرة بين اللجنة المركزية والقيادة العسكرية من جهة، ووجهاء من عشيرتي الجلم والحلقي من الجهة الأخرى. هذه الاجتماعات تهدف إلى إيجاد حل نهائي للنزاع وتحقيق المصالحة بين الطرفين المتنازعين، وذلك بحسب مراسلنا.
ويضيف بأنه خلال هذه الاجتماعات، تم التوصل إلى قرار بملاحقة ومحاسبة بعض الأشخاص المتورطين في إشعال الاقتتال الأخير في المدينة، و من بين هؤلاء الشخصيات المتورطة، تم تحديد هويتي وائل خليل الجلم “الغبيني” وجهاد الجلم “الأسعد”، حيث ثبت تورطهما في تنفيذ عملية اغتيال بحق القيادي عبدالله الحلقي “أبو عاصم” في السابع من تموز الجاري.
ويشير مراسلنا، بأن اللجنة المركزية و قيادات من اللواء الثامن قد اعلنوا، عن قرارهم بملاحقة كلٍ من وائل الغبيني وجهاد الأسعد حتى يتم القبض عليهما ومحاسبتهما على الأفعال التي ارتكبوها، هذا القرار جاء بعد رفض الغبيني والأسعد للمبادرة التي قدمها وجهاء محافظة حوران والتي دعتهما إلى تسليم أنفسهما.
بعد إعلان اللجنة المركزية واللواء الثامن عن قرارهم بملاحقة الغبيني والأسعد، تبين أن الشخصيتين المثيرتين للجدل قد اختفتا وتواريتا عن الأنظار في مكان غير محدد، وذلك بحسب مصدر محلي.
وتشير المصدر، إلى أن الغبيني، وهو شخصية معروفة بتشعب علاقاتها ونفوذها، قد استغل هذه العلاقات للحصول على حماية له ولشريكه الأسعد من قبل رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة، لؤي العلي، حيث يُعتقد أن العلي هو من يعمل على توفير ملاذ آمن لهما.
كما أشار المصدر، إلى أن الغبيني كان على صلة وتواطؤ مع عناصر من تنظيم جبهة النصرة، والذين تم نقلهم مؤخراً من مناطق الشمال السوري إلى محافظة حوران لتنفيذ أجندات وأنشطة غير معروفة، وكل ذلك كان باشراف وتنسيق رئيس فرع الأمن العسكري، وهذا ما يفسر وجود مشروع مشترك بين العلي والغبيني مراد ان تكون ارتداداته تستهدف النواة الثورية في عموم مناطق حوران.