درعا

للجان المركزية في حوران، بين مواجهة نظام الأسد وصراع الآراء المؤيدين والمعارضين لها من أبناء حوران


موقع 18 آذار – عبد الجواد العامر.

تشغل اللجنة المركزية في حوران مكانة بارزة في الحوارات التي تجري بين سكان المحافظة ووسائل الإعلام، فهي تثير اهتمامًا واسعًا بين المواطنين، حيث يتباين الرأي حول سياسات القادة الذين يديرونها، و هدفنا في هذا التقرير البحثي هو تعريف القراء باللجنة المركزية وفهم طبيعة عملها، و سنقدم معلومات موثوقة وشاملة حول تكوينها ووظائفها، مع التركيز على الأثر الذي تتركه في المنطقة والمجتمع المحلي.

تشكلت اللجان المركزية في حوران أبان هجوم النظام السوري مدعومًا بالقوات الروسية والإيرانية على محافظة درعا في بداية تموز عام 2018،

و تكونت هذه اللجان لتوحيد الجهود في مقاومة الهجوم الشرس وصده، وكان من بين أبرز القادة فيها القائد العسكري للواء المعتز بالله محمود البردان، المعروف باسم أبو مرشد، بالإضافة إلى القائد مؤيد الأقرع والقائد معاذ الزعبي، وغيرهم من قادة الفصائل والشيوخ والوجهاء من أبناء حوران.

دور اللجان المركزية في صد الهجمة الشرسة على المحافظة حتى سقوطها نهاية تموز 2018.

تواصل موقع 18 آذار مع العديد من شيوخ العشائر في محافظة درعا وسألهم عن رأيهم باللجان المركزية، وعن دورها في مايحصل بالمحافظة منذ تأسيسها.

ففي حديث “ابو سفيان البردان” وخلال مقابلته مع موقع 18 اذار، صرح بأن الغرفة المركزية قد شكلت الخط الأول في الجبهات بعد انسحاب عدة فصائل منها والقبول بأمر السقوط والتسوية.

وأضاف البردان أنه في وقت لاحق، اضطرت اللجنة المركزية للخضوع للمفاوضات الروسية والموافقة عليها بشروط تضمن بقاء المدنيين والعسكريين في منازلهم وعدم تعرضهم للملاحقة الأمنية، ومنع دخول قوات النظام إلى المناطق التي تخضع مباشرة لإشراف اللجنة المركزية، وتقليل تجاوزات أفرع النظام وجيشه واستبدادهم في التعامل مع المدنيين.

وذكر أنه تم التوافق على أن تتولى اللجنة المركزية إدارة هذه المناطق وهذا ما تم الاتفاق عليه.

موقف نظام الأسد من الاتفاق الروسي مع اللجان المركزية.

يقول الحاج “أبو كنان الحشيش” أن نظام الأسد لم يقبل أن تكون بلدات حوران خارج سيطرته وإدارته، فحاول جاهدًا التدخل في مناطق سيطرة اللجان المركزية عن طريق شراء الولاءات وتنمية وتقوية التنظيمات المتطرفة، التي ساعدته في سقوط المحافظة، مثل تنظيم داعش.

وبين الحشيش إن نظام الأسد نجح في ذلك فعلًا بعد قيام التنظيم باغتيال العديد من قادة الصف الأول في الغرفة المركزية، مثل الشيخ أحمد البقيرات والاستاذ مصعب البردان والإعلامي البارز عاطف الساعدي، وآخرون، كان آخرهم القيادي راضي الحشيش، بالإضافة إلى تجنيد خلايا اغتيال تابعة للأفرع الأمنية وتزويدها بمعدات حديثة مثل الكواتم واللواصق وسموم الزرنيخ.

وقد حدث ذلك أيضًا مع القائد في اللجنة المركزية “مفلح كناني” حيث حاول النظام التخلص منه عبر وضع السم في شرابه عن طريق مكتب أمن الفرقة الرابعة بقيادة المقدم محمد عيسى، وكذلك حدث مع الشيخ “علاء الزوباني” حيث تم اغتياله بواسطة كاتم صوت أثناء عودته من صلاة العشاء في بلدة اليادودة، وتم تنفيذ عملية الاغتيال بالتنسيق بين تنظيم داعش والفرقة الرابعة.

موقف أهالي محافظة درعا من وجود اللجان المركزية والعيش تحت سيطرتها.

افاد الحاج “أبو محمد المصري” لموقع 18 آذار بأن قيادات اللجنة المركزية استطاعت إيقاف الاجتياح الإيراني للمنطقة وحال دون دخولها إليها والحد من خطر انتشار المخدرات التي تقوم فروع النظام بإدخالها للجنوب عن طريق الفرقة الرابعة.

وأفاد المصري إن اللجنة المركزية حافظت على منازل المدنيين وحمتها من سياسة التعفيش الذي ينتهجه جيش الأسد، كما أنهم أمنوا البيئة المناسبة لبقاء المطلوبين لنظام الأسد في مناطقهم والمنشقين عن الخدمة العسكرية، و ساهمت قيادات اللجنة المركزية بالضغط على الوسيط الروسي لإخراج أغلب المعتقلين الجدد الذين حاول نظام الأسد إخفاؤهم قسرًا كما قبلهم.

كما أفاد “الحاج ابو الحكم كيوان” بأن أكثر أعمال اللجنة المركزية تخضع لإشراف اللجان الشرعية في المحافظة من أبناء المحافظة وشيوخ الصف الأول فيها، بالإضافة إلى كبار العشائر في المحافظة، وأكد أنهم يستمعون للمشورة ويعملون بجهد للبقاء في صف واحد مع أهالي المنطقة والحفاظ على أمنهم وسلامتهم في هذه الظروف الصعبة.

كما أردف المصدر نفسه، بأن أي محاولة اتهام اللجان المركزية بالتبعية لنظام الأسد هي طعن مباشر في المكونات العشائرية والدينية المتابعة لأعمالهم وإنجازاتهم عن قرب، وأكد أن اللجان المركزية هي آخر قلاع الثورة في المحافظة والجهات التي تعمل على إسقاطها عبر قنوات إعلامية مجهولة التبعية بظاهر الأمر وتتبع لمخابرات خارجية بباطن الأمر، بالإضافة إلى بعض الحسابات الوهمية التي يديرها بعض الإعلاميين الذين يتبعون لعصابات داعش الرديفة للنظام السوري.

ما هو دور اللجان المركزية وما مدى علاقتها مع النظام الروسي أو نظام الأسد كما يتهمها معارضوها؟

في هذا السياق، أفاد القيادي “محمود البردان” أبو مرشد أن دور اللجان المركزية هو المساهمة في إحلال السلم الأهلي وتصفية الخلافات بين مكونات المجتمع في محافظة درعا، وهو ما لاحظه كافة المتابعين لما يجري في المحافظة، وهو غير خفي على أحد، كما أن دورهم يكمن في ملاحقة تجار المخدرات ومروجيها وملاحقة قطاع الطرق واللصوص وتقديمهم لعدالة المجتمع الحوراني بعيدًا عن قانون نظام الأسد، كما يقومون بملاحقة كافة المتطرفين والخلايا منحرفة الفكر في المحافظة.

أما بما يخص نظام الأسد، فأكد “البردان” عدم وجود أي سلطة لنظام الأسد على قيادة اللجان المركزية، وأن صلة التواصل لا تتعدى حاجز المفاوضات للحفاظ على السلم في المحافظة وابعاد المدنيين عن صراع الاقتحام والقصف المتعمد.

وشدد “البردان” على استقلالية قرارات اللجان المركزية وعدم سعيها، كما تصفها الأقلام المأجورة، إلى حكم العرش أو الصراع عليه.

في الختام، يمكن القول إن اللجان المركزية تلعب دورًا هامًا في المساهمة في إحلال السلم وتصفية الخلافات في المجتمع الحوراني ، وتقديم العدالة وملاحقة المجرمين والمتطرفين، وعلى الرغم من الاتهامات التي وجهت لها من قبل معارضيها بالتلاعب والانتماء لنظام الأسد.

فإن الوقائع تدل على عدم وجود أي تسييس أو تدخل من قبل النظام الروسي أو نظام الأسد في قرارات اللجان المركزية، وبالتالي، يمكن اعتبار اللجان المركزية كمؤسسة مستقلة تعمل على خدمة المجتمع والمحافظة على السلم والأمن في المنطقة كما يصفها كبار رجال المحافظة ووجهاء العشائر فيها.

#موقع_18_آذار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى