درعاسوريامنوعات

في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها محافظة درعا منذ سنوات

برزت العديد من المبادرات المحلية لإعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها قوات النظام السوري

في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها محافظة درعا منذ سنوات، برزت العديد من المبادرات المحلية لإعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها قوات النظام السوري. من بين هذه المبادرات، برزت جهود إعادة تأهيل **مستشفى الحراك الوطني**، التي جاءت كرد فعل على التحديات الإنسانية الكبيرة التي يواجهها أهالي المنطقة الشرقية من محافظة درعا، وخصوصًا في مدينة الحراك ومحيطها، بسبب الصعوبات التي تواجههم في الوصول إلى مستشفيات درعا، خوفًا من الاعتقال أو الخدمة الإلزامية.

الاعتقالات تدفع لإطلاق المبادرة

وأفاد مصدر خاص لـ”حوران الحقيقة” بسلسلة من الأحداث التي دفعت الأهالي لإطلاق هذه المبادرة. من بين هذه الأحداث المأساوية قصة رجل من مدينة الحراك حاول إنقاذ زوجته بنقلها إلى مستشفى درعا الوطني، لكنه انتهى به المطاف معتقلاً، تاركاً زوجته وحيدة في المستشفى. هذه الحادثة، بالإضافة إلى حالات اعتقال أخرى لشباب من المدينة عند ذهابهم للعلاج في مشافي النظام، دفعت الأهالي إلى التفكير بضرورة وجود مركز صحي محلي يخدم المنطقة.

استراتيجية النظام والانتقام الممنهج

بحسب مصدر مطلع تحدث مع “حوران الحقيقة”، فإن سياسة النظام السوري تجاه مناطق مثل الحراك تستند إلى استراتيجية انتقامية، حيث يعامل هذه المناطق التي خرجت عن سيطرته خلال سنوات الثورة بحذر وقسوة، وينفذ اعتقالات ممنهجة بهدف معاقبة أهلها على تحديهم السابق. هذا النهج، بحسب المصدر، كان السبب الرئيسي في دفع الأهالي لتنظيم حملة مجتمعية لجمع التبرعات، حيث تم جمع أكثر من 150 ألف دولار لإعادة تأهيل المستشفى وتجنب مخاطر الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام.

إعادة التأهيل والمراحل

تمت عملية الترميم على مرحلتين، حيث شملت المرحلة الأولى افتتاح أقسام الإسعاف والولادة والمختبر، بينما تضمنت المرحلة الثانية تشغيل باقي الأقسام مثل العمليات والأشعة وتحديث المختبر. أصبح المستشفى مجهزًا لخدمة نحو 150 ألف نسمة من مدينة الحراك والمناطق المجاورة، ما قلل من الحاجة للذهاب إلى مستشفيات النظام.

استغلال النظام للأهالي

ورغم أن إعادة تأهيل المستشفى تمت بجهود الأهالي، حضر لافتتاح المستشفى وفد حكومي برئاسة محافظ درعا لؤي خريطة، وأمين فرع الحزب حسين الرفاعي، ما أثار استياء الأهالي الذين رأوا في حضور النظام محاولة لاستغلال جهودهم وإعادة تقديم نفسه كطرف يسعى لإعمار المنطقة. أحد وجهاء الحراك عبّر عن استيائه قائلاً: “كيف يحضرون وهم السبب في دمار المستشفى؟”.

هجوم على الوفد الحكومي

وفي ختام افتتاح المستشفى، تعرض موكب الوفد الحكومي لهجوم مسلح من مجهولين أثناء عودتهم، ما أسفر عن سقوط قتلى وإصابات بين عناصر الوفد. أثار هذا الهجوم حالة من الارتياح بين الأهالي الذين رأوا فيه رداً على محاولات النظام لتصوير نفسه كراعٍ للإعمار، بينما كان الهدف الحقيقي هو تهميش جهود الأهالي.

تعكس هذه الأحداث إرادة الأهالي في إعادة بناء مجتمعاتهم بعيدًا عن تدخلات النظام، مع رفضهم لمحاولات استغلال تضحياتهم ومحاولة تقديم النظام كطرف إيجابي. أهل درعا يواصلون نضالهم من أجل حياة كريمة وآمنة بعيدًا عن تهديدات النظام المتواصلة.

#سوريا #درعا #الحراك #مشفى_الحراك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى