الشتاء على الأبواب: ومعاناة السوريون مستمرة
شبكة 18 آذار-أسامة المقداد
مع اقتراب فصل الشتاء، يستعد السوريون في مناطق سيطرة النظام السوري لتأمين مواد التدفئة مثل المازوت والخشب، وذلك قبل أن تشهد الأسعار ارتفاعًا كبيرًا.
يُعاني السكان من أزمة اقتصادية خانقة تجعل توفير هذه المواد تحديًا كبيرًا، مما يزيد من قلقهم مع اقتراب برد الشتاء.
ارتفاع جنوني في أسعار الحطب
شهدت أسعار الحطب ارتفاعًا غير مسبوق، حيث وصل سعر طن الحطب في مدينة حمص إلى ما بين 3 ملايين و5 ملايين ليرة سورية.
هذا السعر يُحتسب مباشرة من مصدره، بينما يزيد السعر للحطب المقطع الجاهز للاستعمال. هذه الأرقام تُعتبر باهظة بالنسبة للعديد من الأسر السورية التي تعتمد على الحطب كوسيلة رئيسية للتدفئة في ظل انقطاع الكهرباء وشح الغاز.
تكلفة البنزين في السوق السوداء
أسعار الوقود في السوق السوداء فاقت التوقعات، حيث تجاوز سعر لتر البنزين الحر 20 ألف ليرة سورية. تُضاف هذه التكلفة إلى أعباء المواطنين، خصوصًا أن مناشير الحطب تستهلك حوالي 20 لترًا من البنزين لتقطيع طن واحد من الحطب، ما يُعادل 400 ألف ليرة سورية.
هذه التكاليف المرتفعة تزيد من معاناة السوريين الذين يحاولون تأمين وسائل تدفئة لمواجهة الشتاء القاسي.
تحديات متزايدة للسكان
الأوضاع الاقتصادية الصعبة والارتفاع المستمر في الأسعار يجعل من الصعب على العديد من الأسر تأمين احتياجاتها الأساسية لفصل الشتاء. يضطر البعض للبحث عن بدائل للتدفئة أو تحمل البرد القارس، مما يعكس أزمة متفاقمة في ظل نقص المواد الأساسية. هذا الوضع يتطلب حلولًا عاجلة للتخفيف من معاناة السكان.
تهريب النفط والتواطؤ مع قسد
في سياق تأمين إمدادات المازوت، يعتمد النظام السوري بشكل جزئي على النفط المهرّب من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
يُباع برميل النفط بسعر رمزي يصل إلى 30 دولارًا للبرميل الواحد، ويتم نقل هذه الكميات بشكل يومي إلى مناطق سيطرة النظام. تُسهّل عمليات النقل عبر شبكات التهريب التي تديرها شركات مثل شركة القاطرجي، مما يجري تحت أنظار التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية.
هذه العمليات تُثير تساؤلات جدية حول تواطؤ الجهات الدولية والتغاضي عن هذا التهريب المنظّم، الذي يساهم في استمرار النزاع وتمويل الأطراف المتورطة. كما يعكس هذا الوضع حالة من الانفلات الأمني والاقتصادي، حيث تستغل الفصائل المسلحة والوحدات العسكرية هذه التجارة غير المشروعة لتحقيق مكاسب مالية، في ظل ظروف معيشية صعبة تواجهها عامة السكان.
تهريب المازوت إلى لبنان
لا تقتصر عمليات التهريب على الحدود السورية الداخلية، بل تمتد إلى الخارج. تُشارك الأجهزة الأمنية والفرقة الرابعة التابعة للنظام في تهريب مادة المازوت إلى لبنان بالتعاون مع مليشيا حزب الله اللبناني، حيث يتم بيعها مقابل الدولار الأمريكي. هذه العمليات تُفاقم أزمة توفر الوقود داخل سوريا، وتساهم في رفع الأسعار.
سرقة الحطب: جريمة منظمة
في سياق آخر، كشفت شبكة 18 آذار مؤخرًا عن عمليات سرقة منظمة للحطب في مدينة حمص. تقوم عصابات متخصصة بقطع الأشجار بشكل ممنهج، مستخدمة تكتيكات احترافية حيث يتوزع أفرادها بين مراقبة الطرق وتنفيذ عملية القطع وتوفير الحماية. يُشير شهود عيان إلى أن من يحاول التصدي لهذه العصابات يُواجه بوابل من الرصاص، مما يجبرهم على التراجع. تتم عمليات السرقة بسرعة كبيرة، حيث يتم قطع الأشجار وتحميلها في السيارات خلال دقائق معدودة، قبل أن يلوذ اللصوص بالفرار.
ختامًا: أزمة متفاقمة ومعاناة متزايدة
تُظهر هذه التطورات حجم التحديات التي يواجهها السوريون في مناطق سيطرة النظام. من ارتفاع أسعار مواد التدفئة إلى عمليات التهريب والسرقة، يُعاني السكان من ظروف اقتصادية وأمنية صعبة، تتطلب تدخلات عاجلة للتخفيف من معاناتهم وضمان تأمين احتياجاتهم الأساسية.