موقع 18 آذار – يوسف حسن
على وقع الحراك الشعبي الحاصل في محافظة السويداء ، وفي ظل الاستمرار والتصعيد في خطابه ، بدأ يرتسم على المشهد السياسي عودتاً لفرض لغة الشارع بتأكيد على مطالب الشعب السوري بالحصول على الحرية والكرامة.
فبعد سبعة أسابيع على التوالي من الحراك الشعبي ، الذي بدأ بحرق ووتمزيق صور بشار الأسد ، وشعارات طالبت بإسقاط النظام قوبلت من قبل عناصر أمن الأسد بالرصاص فأدت لاستشهاد شاب وجرح آخرين.
وأعقب ذلك احتحاجات ارتفعت مطالب بإحداث تغير سياسي عبر تطبيق القرار 2254 ،والتأكيد على المطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين.
ونوه المحتجون إلى الفشل الاقتصادي الذي يعاني منه النظام عبر عدم قدرة حكومته تأمين أبسط الخدمات الأساسية.
أهالي السويداء بعثوا برسائل من داخل السويداء ذات الانتماء إلى ما يعرف “بالأقليات” والتي كانت شماعة النظام طوال السنين الماضية بإدعائه أنه يحارب الإرهاب ليحمي الإقليات، لتأكد السويداء مجدداً أن لا خيار لأقليتها الا مع الأكثر شركاء وأخوة الوطن.
محاولات للقمع
بعد أن قتل الشهيد مراد المتني في حراك السويداء الأخير تخوف النظام من اتباع طريق القتل والعنف مع السويداء فحاول احتواء الحراك عبر إرسال أعضاء من مجلس المحافظة لمحاورة المحتجين في ساحة الكرامة والوعود بتحقيق مطالبهم.
وفي الأسبوع الثاني بدأ الحراك يتجه إلى التصعيد السياسي ولا شعار يعلو غير تتطبيق القرار 2254
مع توجه تحية لأحرار درعا جيران الأرض وأخوة المصير.
وفي الأسبوع التالي أرسال حراك السويداء رسائل دولية “برفع شعار لاللمخدرات لا لعصابات الكبتاغون ” لخصوصية ما يعانيه الجنوب السوري من نشر النظام للمخدرات فيه ، واتجاه حدوده لتهريب إلى دول الجوار.
وتزامن ذلك مع صدور قانون محاسبة وملاحقة تجار المخدرات في سوريا
الذي تم توقيع من قبل الرئيس الأمريكي ، جو بايدن ، أواخر كانون الأول / ديسمبر من عام 2022 ومن المقرر أن يتم تنفيذه بعد وضع استراتيجية مكتوبة، لتفكيك تجارة وشبكات المخدرات المرتبطة بالنظام السوري
ليستمرالحراك لمدة شهر في التأكيد على مطالب السوريين ورفع شعار هنا سوريا هنا السويداء
وبعد مضى شهر بدأ النظام يتخوف في اتساع رقعة الحراك خصوصاً مع تزايد أعداد المشاركين
فعمد إلى استراتيجيته التي تقوم على تحضر شارعين ، وأنزل بعض أنصاره من أعضاءحزب البعث وأعضاء مجلس الشعب وبعض من شبيحته
واستمر النظام بإخراج بعض مناصريه في محاولة منه لاستفزاز المحتجين.
والافت اليوم هو عدم قدرة النظام على تجيش أعداد كبيرة لتخرج لتأيده في السويداء ، واكتفائه بحشد بعض أمناء الفرق حزب البعث وأعضاء مجلس المحافظة.
ما يميز الحراك
طوال عقد من الزمن لم تغرد السويداء الا بداخل خندق الثورة و انطلاق مظاهراتها ببداية الثورة وصولاً لامتناع شبابها عن الالتحاق بجيش النظام ورفض المشاركة في قتل السوريين.
ولعل ما يميز الحراك الحالي اليوم في السويداء هو المتغيرات الدولية التي تفرض على الساحة السورية في التغكير بالمصالح الدولية الضيقة والسعي للتطبيع مع نظام الأسد وإظهاره كأمر واقع.
ليكن حراك السويداء ومن داخل قبضة الأسد لتأكيد على رفضه شعبياً ، والسعي لإسقاطه ورفض المصالحات.
حتى مطالب الحراك الاقتصادي كان تحمل جوهر سياسي وسط وعي من المحجتجين بعدم قدرت النظام على تحقيقي أبسط المطالب فهي رسالة تأكيد على إفلاس الأسد في القدرة على بناء دولة رغم ادعاءه الانتصار العسكري.